شاذ جنسيًا وحليف ماكرون.. من هو جابرييل أتال رئيس الحكومة الفرنسية الجديد؟
اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، حليفه المقرب جابرييل أتال ليصبح أول رجل شاذ جنسيًا بشكل علني يشغل ثاني أقوى منصب سياسي في البلاد.
جابرييل أتال
جاء تعيين جابرييل أتال، أصغر رئيس وزراء لفرنسا على الإطلاق، اليوم الثلاثاء، في وقت يسعى فيه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بداية جديدة لبقية فترة ولايته وسط ضغوط سياسية متزايدة من اليمين المتطرف.
وأصدر مكتب ماكرون بيانًا أعلن فيه تعيين أتال البالغ من العمر 34 عامًا الذي برز اسمه كمتحدث باسم الحكومة ووزير للتعليم.
واستقالت سلفه إليزابيث بورن، أمس الإثنين، بعد الاضطرابات السياسية الأخيرة بشأن قانون الهجرة الذي يعزز قدرة الحكومة على ترحيل الأجانب.
ومن المقرر أن يقوم ماكرون، وهو وسطي يبلغ من العمر 46 عامًا وتنتهي ولايته في عام 2027، بتشكيل حكومة جديدة في الأيام المقبلة.
وبحسب وكالة فرنسية، حل أتال الذي كان يشغل منصب وزير التربية الوطنية محل إليزابيت بورن التي استقالت الاثنين، ليصير في سن 34 عامًا أصغر رئيس وزراء للجمهورية الخامسة التي تأسست عام 1958، محطما الرقم القياسي للاشتراكي لوران فابيوس الذي عين رئيسًا للوزراء في سن 37 عامًا عام 1984.
وقال ماكرون في منشور على منصة أكس، بعد الإعلان: "أعلم أنه يمكنني الاعتماد على طاقتك والتزامك".
وشغل أتال، الصاعد في حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، منصب وزير التربية الوطنية منذ يوليو 2023.
قرار حظر العباءة في مدارس فرنسا
وخلال فترة ولايته، أثار أتال استياء إسلاميين في البلاد، بعد إصداره قرارًا بحظر العباءة في المدارس مع بدء العام الدراسي في سبتمبر الماضي "حفاظا على مبادئ العلمانية".
وأثار القرار جدلًا واسعًا قبل أن يعلن مجلس الدولة، وهو أعلى محكمة في فرنسا تنظر في الشكاوى ضد السلطات الحكومية، حكما يؤيد قانونية القرار، معتبرا أنه لا يشكل تمييزًا ضد المسلمين.
وقبل توليه وزارة التربية الوطنية، شغل أتال منصب المتحدث باسم الحكومة، ثم بات وزيرا للأشغال العامة.
واستقالت بورن الاثنين في الوقت الذي يسعى فيه ماكرون إلى إعطاء زخم جديد لولايته الثانية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي ودورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف.
ويأتي ذلك بعد أن شهد عام 2023 أزمات سياسية ناجمة عن إصلاحات مثيرة للجدل لنظام التقاعد وقوانين الهجرة.
ولن يؤدي تغيير رئيسة الوزراء بالضرورة إلى تحول في المسار السياسي لكنه يشير إلى الرغبة في تجاوز أزمات إصلاحات نظامي التقاعد والهجرة، والتركيز على أولويات جديدة.
معلومات عن جابرييل أتال
ولد جابرييل نيسيم أتال سنة 1989 في مدينة كلامار لعائلة ثرية. كان والده إيف أتال محاميا ومنتجا سينمائيا، وهو من أصول يهودية تونسية.
ووالدته ماري دو كوريس كانت موظفة في شركة إنتاج وهي مسيحية أرثوذكسية ذات أصول يونانية من سكان مدينة أوديسا في أوكرانيا.
في السنوات الأولى من حياته المهنية، كان جابرييل أتال ناشطًا في الحزب الاشتراكي وكان عضوًا في حكومة وزيرة الصحة ماريسول تورين (2012-2017)، ومع ذلك، في عام 2016، انضم إلى حزب "إلى الأمام" (عصر النهضة الآن) الذي أنشأه إيمانويل ماكرون، وأصبح فيما بعد السكرتير الصحفي للحزب.
حصل أتال على أول تعيين له في حكومة ماكرون وعمره 29 عاما، وفي عام 2018، تم تعيينه في منصب وزير الدولة الذي تم إنشاؤه حديثًا لدى وزير التربية الوطنية والشباب في حكومة إدوارد فيليب، ثم تولى منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة (2020-2022) في حكومة جان كاستكس.
منذ مايو 2022، يشغل أتال منصب الوزير المنتدب للحسابات العامة في وزارة المال الفرنسية، حيث عمل تحت قيادة وزير المال برونو لومير. وعمل أتال هناك حتى تعيينه وزيرًا للتربية في يوليو 2023.
ولا يخفي أتال توجهه الجنسي غير التقليدي، وهو على علاقة مع رئيس حزب النهضة الذي يتزعمه إيمانويل ماكرون، ستيفان سيجورنيه، والذي ينتمي إليه جابرييل أتال.
تراجع شعبية الحكومة الفرنسية
وكانت عديد من التقارير، تحدثت منذ أيام عن اتجاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء تعديل حكومي مع اختيار رئيس جديد للوزراء، في وقت تتعرض حكومته لانتقادات واسعة.
وفي الأشهر الأخيرة، تعاملت حكومة ماكرون مع إصلاحات لا تحظى بشعبية، مثل ملف المعاشات التقاعدية، أو قانون الهجرة المثير للجدل الذي أحدث انقساما عميقا في معسكره.
وفي الوقت نفسه، يواجه ماكرون صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الأوروبية في يونيو 2024. وحلت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبن في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية عامي 2017 و2022 خلف ماكرون.
إقالة رئيسة الوزراء الفرنسية
واستقبل ماكرون رئيسة وزرائه إليزابيت بورن مساء الأحد لمناقشة "قضايا مهمة" وفق الإليزيه. وقال مكتبه إن النقاش تركز على الفيضانات في شمال فرنسا وموجة البرد التي تترقبها البلاد، لكن مراقبين رجحوا أن يكونا قد ناقشا تعديلا وزاريا متوقعا على نطاق واسع.
وقال مقرب من ماكرون إن "كل شيء ممكن... بما في ذلك -لا شيء-"، في وقت أجرى الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي مشاورات موسعة مع وزير الاقتصاد برونو لومير ورئيس وزرائه السابق إدوار فيليب والسياسي فرنسوا بايرو.
وذكر بايرو، السياسي الوسطي الذي كان تأييده لـ ماكرون أساسيا في انتخابات 2017، لتليفزيون "بي إف إم"، إن "التغيير ضروري" في تركيبة الحكومة.
وبموجب النظام الفرنسي، يحدد رئيس الجمهورية السياسات العامة، لكن رئيس الوزراء يكون مسئولا عن الإدارة اليومية للحكومة، مما يعني أنه غالبا ما يدفع الثمن عندما تواجه الإدارة اضطرابات.