لواء د. أحمد توفيق يكتب.. الاحتفال بالذكرى الـ 50 لنصر أكتوبر بعين العدو
كان احتفالي هذا العام مختلف تمامًا عن كل عام بعد مشاهدتي لفيلم جولدا أصبح شكل الاحتفال جميل وجديد بل ورائع.. كنت شاهدت مقاطع من الفيلم جعلتني شغوفًا أن أشاهد الفيلم كاملًا.
وقد حدث.. ولا استطيع أن أصف لكم مدى سعادتي وشعوري بالفخر والعزة وأنا أشاهده وكأني رجعت طالب في الصف الثاني الثانوي عندما سمعت بيان العبور العظيم أثناء عودتي من المدرسة والشارع يهلل ويكبر وأنا أجري سريعًا لأصل البيت كي أشاهد الخبر بالتليفزيون.
ولأول مرة في حياتي أجد نفسى أصفق بحرارة عندما أسمع مقاطع معينه من الفيلم على لسان قادة وصقور العدو أثناء المعركة وبشهادتهم أصفق رغم أنى أشاهد الفيلم بالمنزل مع زوجتي وحدنا.. إنه شعور غريب!؟.
وأجد نفسى أدعو بالرحمة والمغفرة لبطل الحرب وصاحب قرار العبور العظيم بحق أنور السادات، وأترحم على شهدائنا الذى بذلوا دمائهم رخيصة لتحرير الأرض وحفظ العرض.. عندما أسمع وأشاهد إشادة قيادات وصقور العدو بالزعيم السادات وبجنودنا البواسل، أعرف أن الله أراد بعد ٥٠ عامًا أن تظهر الحقيقة على لسان العدو.. ويا لها من حقيقة تكشف زيف المشككين عن هذه الحرب المقدسة سواء على مستوى المشككين في الخارج ممن صعب عليهم أن تنتصر مصر على حليفهم المدلل.. أو المشككين من الداخل الذين وصفوا الحرب أنها مجرد تمثيلية!؟ وقد صعب عليهم أن تنتصر مصر على يد السادات وليس على يد معبودهم ناصر.
والحمد لله أن صناع هذا الفيلم ليسوا مصريين أو سادتيون.. إنهم فقط يؤرخون الحقيقة كما وردت في تحقيقات لجنة اغرانوت مع جولدا مائير رئيسه الوزراء دون تزيف أو تحوير.
وكم تمنيت أن أرى في مصر لجنة مثل هذه اللجنة تحقق في هزيمة ٦٧ بعد مرور ٥٦ عام وإحداث ثغرة ٧٣ بعد مرور ٥٠ عامًا بشفافية كاملة لتعرف الأجيال الحالية والقادمة الحقائق كاملة، وكم تمنيت أن يتم عرض هذا الفيلم في المدارس والجامعات ليعرف هذا الجيل من الشباب ماذا فعل أجدادهم حتى تتحرر الأرض بعيدًا عن المشككين أو مدعى البطولة فالشهادة من العدو هي أصدق شهادة، شهادة أعادت فرحة الانتصار مرة ـخرى بعد ٥٠ عام، شهادة تعد أكبر لطمه على وجه المشككين في الحرب والنصر سواء في الداخل أو الخارج، فيلم يستحق المشاهدة أكثر من مرة ويستحق التحليل العلمي الدقيق الشفاف لكل جملة فيه فهو ليس مجرد فيلم ولكنه شهادة في تحقيق موثقة تحت القَسم لرئيسه وزراء العدو.
إنها الحقيقة يذكرها العدو دون خجل لكى يتعلم أجياله الدرس ولا يتكرر، إن الاعتراف بالخطأ بداية التعرف على الطريق الصحيح ولكنه للأسف يحدث من العدو!!
ما أجمل عودة الانتصار بعد ٥٠ عامًا والأجمل أن يأتي الانتصار على لسان عدوك.. الله اكبر.