لواء د. أحمد توفيق يكتب.. ذكرى نصر أكتوبر.. القرار ومتخذه فى علم الادارة
البطل الزعيم والقائد أنور السادات هو من يستحق أن تطلق عليه هذه الألقاب، فهو الوحيد الذى إنتصر على مر العصور وكل رئيس منذ ٥٢ له ايجابيات وسلبيات بما فيهم السادات، ولكن قرار الحرب والانتصار التاريخى فى السادس من أكتوبر ٧٣ محا أى سلبيات فى تاريخه وهذا حقه وهناك من يقول انه ليس وحده صاحب الإنتصار ولكنى أرد عليه ردًا علميًا فى مجال تخصصى الدقيق لانه للأسف هناك خلط بين صناع القرار ومتخذ القرار ودور كلًا منهم وحدوده حيث أن أى قرار له صناع يقف دورهم عند التجهيز والإعداد وعرض البدائل والسيناريوهات على متخذ القرار الذى يبدأ دوره بإختيار أنسب البدائل والخطط والسيناريوهات ويتخذ القرار ويكون هو المسؤل الأساسى عنه وعن النجاح أو الفشل النصر أو الهزيمة ولكن للأسف للنصر ألف أب وهم صناع القرار والمشتركين والمعدين، وللهزيمة أب واحد هو متخذ القرار، وخير مثال بمنتهى البساطه لو انهزمنا فى ٧٣ كان المشتركين والمعدين وصناع القرار تنصلوا من الهزيمة وتحملها السادات وحده كما تحملها عبد الناصر فى يونيو ٦٧.
إن علم الادارة يجعل متخذ القرار هو المسؤول عن قراره بالفشل أو النجاح والذى كان يمكن أن يتخذه أو يحجم عنه بدعوى أنه لا يريد أن يضيع البلد مرة أخرى أو أن نسبة الخسائر ستكون فادحة أو أى حجه أخرى، ولكن لأنه قائد بحق وزعيم بالفطره يمكننى أؤكد أن ما كان غير السادات يتخذ قرار الحرب.
وما أقوله إنصاف لقائد وبطل عظيم بين يد الله وليس حبًا له أو كرهًا لغيره، فأنا كما تعودت أقيم الأمور بشفافيه وبمعيار موضوعى.
رحم الله البطل وجعل النصر ورفع رؤسنا بعد ذل الهزيمة فى ٦٧ فى ميزان حسناته ونحتسبه جهادًا فى سبيل الله والوطن، والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.