إل نينيو تقترب.. العالم على موعد مع موجة حارة غير مسبوقة تُشعل الحرائق
تصاعدت المخاوف بشأن تأثير ظاهرة إل نينيو على المناخ والطقس في العالم، حيث تشير الآن مؤشرات قوية إلى أن هذه الظاهرة ستستمر لفترة طويلة، وأنها قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في الطقس على مستوى العالم.
وتعتبر إل نينيو ظاهرة مناخية طبيعية تحدث عندما يرتفع مستوى درجات حرارة سطح المحيط الهادئ الاستوائي، وتؤثر على أنماط الرياح والأمطار في مختلف أنحاء العالم. وتشير البيانات الحالية إلى أن النينيو الحالية هي من الأقوى التي حدثت منذ عقود، وقد بدأت في الظهور منذ عام 2020.
يشير خبراء الطقس إلى أن هذه الظاهرة يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على المناخ والطقس في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك زيادة عدد الأعاصير في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وتغيرات في أنماط الأمطار والجفاف في مناطق مختلفة.
وفي هذا السياق، يشير المركز الأمريكي للتنبؤات المناخية إلى أن درجات حرارة سطح البحر عبر المحيط الهادئ الاستوائي ارتفعت بمقدار 0.5 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، وتغيرت أنماط الرياح إلى الحد الذي تم فيه استيفاء معايير إل نينيو.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذه الظاهرة قد تزيد من احتمالات حدوث موجات حرارة قاسية في الصيف، وتغيرات في أنماط الأمطار في مناطق مختلفة، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الزراعة والحياة البرية.
تأثير ظاهرة إل نينيو على العالم
وتشير البيانات الحالية إلى أن هذه الظاهرة قد تستمر حتى الربيع المقبل، وأنها قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في الطقس على مستوى العالم. وبالنظر إلى أن النينيو قد تؤثر على الاقتصاد والحياة اليومية للناس في مختلف أنحاء العالم، يجب على الحكومات والجهات المعنية اتخاذ إجراءات للتصدي لتأثيرات هذه الظاهرة وتخفيفها على المدى القصير والبعيد.
من المتوقع أن يترتب على النينيو القادم تكلفة بشرية واقتصادية كبيرة، حيث يذكر أن النينيو القوي الذي حدث في الفترة بين 1997-1998 تكلف أكثر من 5 تريليون دولار وأسفر عن وفاة حوالي 23000 شخصًا. وفي هذا الصدد، صرحت ميشيل لوريوكس، المتنبئة بالمركز، بأن ظروف ظاهرة النينيو موجودة حاليًا ومن المتوقع أن تتطور وتنمو خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وتؤثر ظاهرة إل نينيو على أنماط الطقس في مختلف مناطق العالم، حيث يمكن أن تجلب الجفاف إلى أستراليا والهند، وأنماطًا مختلفة من الأمطار خلال فصل الشتاء في كاليفورنيا. ويمكن لهذه الظاهرة أيضًا أن تؤدي إلى قطع الرياح عبر منطقة البحر الكاريبي وخليج المكسيك، مما يمكن أن يحد من تأثير الأعاصير والعواصف الاستوائية. وعلى الرغم من أن التأثيرات على أمريكا الشمالية خلال الصيف محدودة للغاية، إلا أن النينيو يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم.
ويشير خبراء الأرصاد الجوية إلى أن هذه هي أول ظاهرة نينيو تحدث منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويعتقدون أنها ستكون على الأقل معتدلة وربما قوية. وكلما كانت النينيو أقوى، زادت احتمالية تأثيرها على أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم، ويجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وأستراليا تستخدمان معايير مختلفة لتحديد هذه الظاهرة، حيث لم يصرح مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي بحدوث النينيو حتى الآن.