محمود حسن يكتب.. نساء الخير


كرم الله الإنسان على سائر خلقه بل وسخر له كل ما في الكون ولم يسخره لأحد أو لشيء، وكرم المرأة وفضلها على الرجل في أمور كثيرة تأسيسًا على دورها الهام في بناء المجتمع، فأول تكريم لها أن خلقها من كائن حي وهو آدم عليه السلام، بينما خلق آدم من تراب، وهذا ما جعلها أكثر رقة وحنان من الرجل وأقل قسوة منه، لأن أصل الرجل جماد وأصل المرأة حي، كما جعلها الله عز وجل هي السكن للزوج والرحم للابن والسند للأسرة كلها، فمن أراد إصلاح المجتمع فعليه بإصلاح المرأة والاهتمام بشأنها من قبل أن تولد إلى أن تموت، ومن أراد أن يهدم مجتمعًا فليقصر في حق المرأة، وهذا ما خطط له أعداء الأمم فاستهدف المرأة للقضاء على المجتمع كله وتقويض أركانه.
إن المرأة هي عمود الخيمة وأركانها وذروة سنامها، يجب أن نحسن اختيار أمها وخالها، ونحسن اختيار اسمها وكنيتها، ونحسن تربيتها ونشأتها وتعليمها، ولا نفضل الذكور عليها، ولا نبخسها حقها، ولا نحرمها ميراثها، ونحسن اختيار زوجها ونشركها في الاختيار، ونوفر لها مساحة من الحرية الحميدة، ومساحة من المشاركة في كافة مناحي الحياة العملية والسياسية لا سيما النابغات وذوات المهارات الخاصة.
النساء كالبحر في أحشاءه الدر كامن، ولكنه يحتاج إلى غواص ماهر لاستخراج ما تحويه من الدرر واللآلئ، لقد منح الله المرأة خصائص ونعم لا تعد ولا تحصى، واكرمها بصفات مشتقة من صفاته العليا، فأعطاءها قبس من صفة الرحمة الخاصة به وقبس من صفة الحب الخاصة به وكذلك الحنان والمودة والعطاء الخالص والإيثار والصبر والإحتمال والرضا وغيرهم.
وقد انزل الله سورة عظيمة تسمى بسورة النساء تعظيمًا وتشريفًا لقدرها، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومن قبله من الرسل أوصوا جميعهم بالنساء خيرًا، فرفقا بالقوارير، لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم، وقد شهد التاريخ نماذج لنساء عظيمات سجلت تاريخها بحروف من نور وفي مختلف العصور، فأعطوا المرأة حقوقها تغمركم بعطفها وحنانها، لأن عطائها يفوق ما تأخذ بكثير، فالمرأة تدخر في قلبها من العطاء الكثير والكثير ولكن الرجل هو من يقتل كل هذا بيده ويحرم نفسه وأسرته ومجتمعه من كل هذا العطاء ويحولها إلى كائن سلبي حزين وكسير وربما تتحول إلى كائن عدواني مؤذي لنفسها ومن حولها، ليس بإرادتها ولكن بيد من حول فطرتها وعبث في طبعها الأصيل، وأكرر لا يكرم المرأة إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم، فرفقا بالقوارير.