إفلاس متوقع لثالث بنك في أمريكا: ”فيرست ريبابليك” يحتضر
تطورات سريعة في ملف بنك "فيرست ريبابليك" بعد أن واصل سهم البنك خسائره للجلسة الرابعة على التوالي فاقداً نسبة 45 في المئة في جلسة أمس الجمعة وحدها، وانتشرت أخبار نقلتها الوكالات عن محادثات حكومية عاجلة لإنقاذ البنك بعد أن فشل في الحصول على اتفاق مع القطاع الخاص لزيادة رأسماله، وانتشرت في الوقت نفسه أخبار عن صعوبة إنقاذه وأن الأفضل تصفيته.
اجتماعات عاجلة
وقالت مصادر أن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ووزارة الخزانة ومجلس الاحتياطي الفيدرالي من بين الهيئات الحكومية التي بدأت في الآونة الأخيرة تنظيم اجتماعات مع الشركات المالية لإنقاذ البنك المتعثر، ومن غير الواضح حتى الآن الخطة التي سيتم من خلالها إنقاذ البنك، وإذا ما كانت الحكومة ستشارك بطريقة ما في عملية الإنقاذ عبر تأمين جميع الودائع كما حصل في بنكي "وادي السيليكون" و"سيغنتشر" اللذين أفلسا الشهر الماضي، لكن المحللين يتوقعون أن يحفز انخراط الحكومة في المحادثات على تشجيع البنوك وشركات الأسهم الخاصة على الانضمام إلى طاولة المفاوضات، ومن المرتقب أن تكون خطة الإنقاذ على شكل زيادة رأسمال تشارك فيها البنوك والشركات وتصبح لديها ملكية في البنك.
الحراسة القضائية
في المقابل، ذكرت مصادر أميركية نقلاً عن مصادر أن بنك "فيرست ريبابليك" يتجه على الأرجح إلى الحراسة القضائية الفيدرالية عبر المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، ويحدث ذلك عندما يتعثر البنك عن تلبية عمليات السحب من عملائه، فتأتي المؤسسة لوضع يدها على البنك وضمان أموال المودعين، وأدت هذه الأخبار إلى انهيار السهم سريعاً في البورصة، إذ من المعروف أن دخول البنك في الحماية القضائية يعني إفلاسه، وسيؤدي ذلك إلى أن تصبح قيمة الأسهم صفراً، كما حدث مع "وادي السيليكون" و"سيغنتشر"، إذ فقد المساهمون في البنكين كل أموالهم ولم يتم تعويضهم.
أسباب معاناة البنك
ويعاني البنك تراجعاً حاداً في السيولة، بعد أن كشف الإثنين الماضي بعد الإغلاق بأن نحو 100 مليار دولار من الودائع سحبها العملاء في الربع الأول، مما أطلق جرس إنذار باحتمال وجود أزمة سيولة لدى البنك، وأصبح "فيرست ريبابليك" في بؤرة الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة في مارس (آذار)، بعد أن بدأ عملاؤه من الأثرياء في سحب ودائعهم وتركوه يترنح.
وانخفض سهم البنك بنسبة 75 في المئة منذ الإثنين الماضي، وأصبح سعره 3.5 دولار نزولاً من 14.25 دولار في بداية الأسبوع، كما أصبحت القيمة السوقية للبنك عند 635 مليون دولار، وهو انهيار كبير للبنك الذي تجاوزت قيمته السوقية في ذروتها 40 مليار دولار كما في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
ثالث إفلاس بأمريكا
وإذا وقع البنك، ومقره الرئيس في سان فرانسيسكو، تحت الحراسة القضائية فسيكون ثالث بنك أميركي ينهار منذ مارس الماضي، وعادت أجواء الأزمة المصرفية التي ظهرت في مارس الماضي، وبدا المستثمرون متخوفين من العدوى.
وتراجعت أسهم بعض البنوك الإقليمية الأخرى مثل بنك "باك ويست بانكورب" بنسبة اثنين في المئة بعد الإغلاق، بينما انخفض سهم بنك "ويسترن ألاينس" بنسبة 0.7 في المئة.
محاولات إنقاذ فاشلة
وكانت البنوك الكبرى قد عقدت تحالفاً لإنقاذ "فيرست ريبابليك" في خضم أزمة البنوك في مارس، وضخت نحو 30 مليار دولار كودائع عاجلة لتعزيز سيولته، وقاد هذا التحالف أكبر بنك في أميركا "جيه بي مورغان". وحاول "فيرست ريبابليك" أن ينشئ شركة للأغراض الخاصة هدفها وضع الأصول السيئة، مما يترك البنك الأم نظيفاً وبعيداً من المشكلات، لكن هذه الخطة لم تلقَ تجاوباً من البنوك الكبرى.
كما تحدث البنك عن خطة بعد إعلانه أرباحه عن الربع الأول الإثنين الماضي، إذ قال إنه يخطط لتقليص ميزانيته العمومية وخفض النفقات عن طريق خفض تعويضات التنفيذيين وتقليص مساحة المكاتب الخلفية وتسريح 20 في المئة إلى 25 في المئة من الموظفين في الربع الثاني، لكن كل ذلك لم يسعفه.