طقوس «عازف الكلمات» يحيى حقي في الاحتفال برمضان.. يعيش حالة خاصة
يقبل رمضان حاملًا معه طقوسًا عديدة للاحتفال به، تختلف من شخص لآخر لاستقبال الشهر الكريم، فلا يقتصر هذا الشهر على إقامة الشعائر الدينية فحسب، بل يأخذ منظورًا مختلفًا عند الأدباء الذين يروون طقوس الاحتفال بشهر رمضان في مؤلفاتهم، من بينهم الأديب يحيى حقي، الذي نقل في كتابه «من فيض الكريم» مشاعره وأحاسيسه لاستقبال شهر رمضان المبارك.
طقوس «عازف الكلمات» في استقبال رمضان
حرص الكاتب يحيى حقي خلال كتابه «من فيض الكريم» على سرد الحالة الروحانية التي يعيشها خلال احتفاله بقدوم رمضان، إذ يحاول خلال سرده وصف حالة الاستقبال كاملة، التي تنوعت ما بين الأجواء الشعبية والدينية لاستطلاعهلال شهر رمضان «ولم يكن هناك مذياع يجلب للناس أخبار الرؤية في منازلهم، وهم معزولون عن الآخرين، متقوقعين على أنفسهم، بل كانت جموع الصبية قبل الكبار تتجمع خارج باب المحكمة الشرعية في سراي رياض باشالرصد قطعة صغيرة من النور ليس في السماء ما هو أرشق منها ولا أجمل».
ثبوت رؤية الهلال
تتغير الأجواء فور حالة ثبوت رؤية هلال رمضان، إذ تنعكس حالة من البهجة على كل الموجودين يصفها «حقي» في عدد من الكلمات التي تجعلك تحاكي ما حدث، وكأنك جزء لا يتجزأ منه «وما إن تثبت الرؤية حتى تدار أكواب العصير على الحاضرين وسط هتاف الصبية: صيام صيام، بذلك حكم قاضي الإسلام، ينطلق الموكب وفي مقدمته ضارب الطبلة المغلفة بجلد النَّمِر فوق حصانه وخلفه فريق كبير من المشاة، يعقبهم موكب أرباب المهن الشعبية، كل مهنة يتقدمها شيخها يتبعه صبيانه».
رؤية الهلال ليس كباقي الليالي
تتخذ ليلة رؤية الهلال مسارًا مختلفًا عن باقية الليالي، إذ تنعكس عليها الكثير من الأجواء تجعلها مميزة إلى حد كبير، «ليلة الرؤية، وهلالها ليس كبقية الأهلّة، يظهر خطفًا لا ليضيء، بل ليومئ ثم يغيب، لا أخليه من ميل للدلال والمعابثة، شأن كل مزهو بجماله رغم جلاله، يتجه ذهني بود وحنان إلى صديق، أمثاله من حولي كثيرون، وأقول فى سري تباركت يا شهر الصيام، ما أقوى سحرك وما أكبر حزبك».