سرطان الرحم.. 600 ألف سيدة مهددة بالمرض سنويا وضحاياه أكثر من قتلى الحروب

تتجدد الدعوات لنشر ثقافة التطعيم ضد سرطان عنق الرحم والذي يعد أكثر أنواع السرطانات شيوعا عند النساء دون الخامسة عشرة, واللواتي يجب حمايتهن من خطورته خاصة أن الكشف المبكر والتطعيم يحمي 90% من السيدات من الإصابة بـ سرطان الرحم، أو سرطان عنق الرحم.

سرطان الرحم مراحله وأعراضه

وتتسأل كثير من السيدات عن أعراض هذا السرطان، الذي يظهر على سطح عنق الرحم، بالجزء السفلي، وينقسم إلى نوعين سرطان الخلايا الحرشفية والسرطان الغدي ويمثل الأول 80% إلى 90% من سرطانات عنق الرحم، والثاني من 10% إلى 20%.

وهناك نحو 600000 امرأة تُشخَّصُ بسرطان عنق الرحم كل عام في العالم، ومعظم هؤلاء أعمارهن بين بين 35 و44 عامًا، وفي عام 2018 توفيت نحو 11000 امرأة بسبب سرطان عنق الرحم.

وقال مصطفى زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، إن المؤسسة تستهدف إطلاق "مبادرة رحم" لـ علاج سرطان الرحم بالتعاون مع خبراء من ألمانيا بقيادة الدكتور هشام عاشور البروفسور العالمي، عن طريق تدريب أطباء وطبيبات أمراض النساء وتنظيم الأسرة وطب الأسرة على فحص عنق الرحم، وتسعى تطعيم الفتيات بالمدارس لأول مرة في العالم حتى لا يتم استئصال الرحم بالكامل.

وأضاف زمزم، أن المؤسسة تجرى دراسة الجدوى للمراكز الطبية المتخصصة صناع الخير، وتستهدف إنشاء 30 مركز استدامة وإنشاء مركز متخصص لعلاج السكر، ونستهدف 5 مراكز طبية متكاملة حتى 2030.

ويمر سرطان الرحم بـ 3 مراحل تختلف الأعراض من مرحلة للأخرى كالتالي:

المرحلة الأولى وصول الخلايا من سطح عنق الرحم إلى الأنسجة ولكنها لا تنتشر بعده، وتظهر الأعراض المبكرة لسرطان عنق الرحم وتتمثل في نزيف مهبلي غير فترات، آلام منطقة الحوض.

المرحلة الثانية تبدأ عندما ينتشر السرطان خارج عنق الرحم والرحم، لكنه لم يصل إلى المهبل والأعراض نزيف من الرحم، نزيف بعد الجماع، نزيف مهبلي أثناء انقطاع الطمث، ألم حاد في منطقة الحوض خلال فترات.

المرحلة الثالثة تبدأ بانتشار السرطان إلى الجزء السفلي من المهبل أو إلى أسطح الحوض، وانسداد أنابيب البول الموصلة من الكلى إلى المثانة والأعراض في هذه المرحلة تكون ظاهرة مشكلة التبول، مشاكل في حركات الأمعاء، دم في البول، فقدان الوزن، ألم في الظهر.

طرق الوقاية من سرطان الرحم
يسبب سرطان عنق الرحم نزيفًا مهبليًا غير عادي وألمًا في الحوض وحول توافر العلاج ابتكر علماء طريقة جديدة لاستخدام الحمض النووي لقتل الخلايا السرطانية، وتستهدف الطريقة سرطان عنق الرحم، والخلايا المشتقة من سرطان الثدي، وكذلك خلايا الورم الميلانيني الخبيث في الفئران.

ونشرت مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية طريقة استخدام زوج من الحمض النووي القاتل للسرطان على شكل مشبك شعر، عقب حقنه في الخلايا السرطانية، وربطها بجزيئات تسمى «الرنا الميكروي» والتي يتم إنتاجها بشكل مفرط في بعض أنواع السرطان.

وقالت الدكتور رنا الحجة مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، إن سرطان عنق الرحم ارتباطًا جليًّا بتباين مستويات التنمية البشرية والتفاوُت الاجتماعي واختلاف مستويات المعيشة، ويتألف إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من 22 بلدًا تتوزَّع بين مناطق الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والقرن الأفريقي، وآسيا.

وتعد أعلى البلدان من حيث معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم البُلدان ذات الدخل المنخفض وذات الدخل المتوسط بالعبء وتمثل نسبة 90% من الحالات والوفيات الجديدة في تلك البلدان في صفوف النساء الضعيفات اللاتي يواجهن صعوبات في الحصول على الرعاية.

وأشارت "الحجة"، إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن مبادرة في عام 2020 لعلاج سرطان عنق الرحم على مستوى العالم حتى نهاية القرن، عن طريق تحسين التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري والمشاركة الفعالة في علاجه، وهذا هو الأساس الذي تشكلت في ضوئه استراتيجيتنا الإقليمية لقضاء على سرطان عنق الرحم.

وأضافت أن سرطان عنق الرحم هو أحد أنواع السرطان الوحيدة التي أمكننا اكتشافه، والعامل المُسبِّب لسرطان الرحم هو فيروس الورم الحليمي البشري، ويمكن الوقاية من هذا المرض والشفاء منه، إذا اكْتُشِف في وقت مبكر، وتلقي لقاح يحمي من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

وقال الدكتور علاء قنديل أستاذ علاج الأورام جامعة الإسكندرية، إن سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء خطورة بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، مؤكدا على ضرورة الفحص المبكر فور الشعور بأي من والتي تتمثل في دم غير منتظم أو نزيف خفيف بين فترات الحيض، نزيف بعد انقطاع الطمث، نزيف بعد العلاقة الزوجية وزيادة الإفرازات المهبلية، ورائحة كريهة في بعض الأحيان، قبل الوصول إلى المرحلة الثالثة والتي يظهر فيها آلام الظهر أو الساق أو الحوض المستمرة، فقدان الوزن، الشعور بالإرهاق، فقدان الشهية، إفرازات كريهة الرائحة وانزعاج مهبلي؛ وتورم في إحدى أو كلتا الساقين.