عماد فرغلي يكتب.. تقنية الحديدة


تذكرت هذا المصطلح المستحدث بعد متابعتي لردود الأفعال الغاضبة على مسلسل "الضاحك الباكي"، فلم يسبق وأن تعرض أي عمل فني لمثل هذا الهجوم من قبل، والغريب في الأمر أن المسلسل مازال في حلقاته الأولى فكيف حكم بعض الناس عليه بالفشل؟.
فقد تبين أن الهجوم على المسلسل كان جاهزًا من قبل أن يعرض، ثم جاءت الحلقة الأولى منه وبسبب ظهور الفنانة فردوس عبد الحميد في دورًا لا يناسب سنها المتقدم، أخذ المتربصون ذلك ذريعة للهجوم على المسلسل ووصل بهم الحال الى التنمر والاستهزاء بكل فريق العمل بداية من المؤلف مرورًا بالمخرج وجميع الممثلين بلا استثناء دون اعتبار لتاريخ أو سن أو مقام، وكثيرًا من التعليقات التي قرأتها كان أصحابها يسبون في العمل ثم يسألون عن القنوات التي تعرضه ومواعيد عرضه أي أنهم لم يشاهدونه من الأساس، ومع مرور الوقت وتتابع الحلقات بدأ الجمهور ينجذب إليه وتغيرت لهجة التشدد بعض ما، إلا أن المتكبرون دائمًا لا يتراجعون ولا يعترفون بتسرعهم في إصدار الأحكام، بل تمادوا في الهجوم عليه، ومن دون قصد قدموا للمسلسل دعاية مجانية لا تقدر بثمن، وأظن أن العمل سيحقق نسب مشاهدة عالية بعد الانتهاء من عرضه تمامًا كما حدث مع فيلم "باب الحديد" للعبقري يوسف شاهين، الذي تعرض لنفس الهجوم أو أقل قليلًا في بدايات عرضه ثم أصبح فيما بعد من علامات السينما العربية وأحد ايقوناتها.
وعن علاقة مسلسل "الضاحك الباكي" بتقنية الحديدة، فقد أوضح الفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية المُنَتَخَب حديثًا، بأن الحديدة هي مصطلح يطلق على الفلاش ميموري الذي يستخدمه مطربي المهرجانات في حفلاتهم، وقد منع النقيب استخدام هذه الحديدة نهائيًا على أعضاء النقابة، وبما أن النجاح والشهرة والانتشار السريع والجماهيرية العريضة التي يتمتع بها مطربي المهرجانات حاليًا قد يكون السبب فيها استخدام تلك التقنية العجيبة، فليس من المستبعد أن تكون عدوى الحديدة قد أصابت بعض مشاهدي الدراما فطلبوا من المخرج الكبير محمد فاضل التخلي عن الأسلوب الكلاسيكي الأكاديمي في الإخراج واتباع التقنيات الحديثة وفي مقدمتها "تقنية الحديدة".
لقد أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي قدرًا كبيرًا من الحرية المفرطة في ابداء الرأي، فهاجم المسلسل عدد كبير من روادها، وهذا حق لهم اذا ما ابتعدوا عن الاساءة، وتلك هي وجهة نظري في العمل وعلى كل من هاجم المسلسل احترام وجهة النظر الأخرى المؤيدة له.