رد قلبي والقاهرة 30.. أفلام رصدت وخلدت ثورة 23 يوليو
كان للسينما المصرية دور عظيم في مباركة ثورة 23 يوليو من خلال رصدها وتوثيقها لهذا الحدث الجلل، وذلك حينما خلدتها بمجموعة من الأفلام المتميزة، التي قُدمت على الشاشة.
ورصدت الأفلام كيف تم التخطيط لها ونتائجها الإيجابية وأخرى قدمت السلبيات وهناك أفلام خلدت الثورة العظيمة فى أذهان وقلوب المصريين على مر الأجيال، ولذلك فسوف تظل السينما هى الأرشيف للأحداث الكبرى، لكن للأسف أيضا لم تقدم السينما المصرية الثورة بشكل جيد يليق بها فمجموعة الأفلام السينمائية التى تحدثت عن الثورة ليست كثيرة ولم تنقل الحدث بكل تفاصيله ولم تكن على مستوى الحدث.
ولم تظهر قيمة الثورة الحقيقية على شاشة السينما بشكل جيد إلا فى فترة الستينيات، فقد قدمت السينما أعمالًا سينمائية جيدة لم تتحدث عن الثورة بشكل مباشر لكنها تناولت أمورًا وقضايا متعلقة بها مثل التأميم والوطنية والقومية ولا يوجد عملا فنيا يليق بقيمة الثورة الحقيقية.
وعبرت السينما عن الثورة وأهدافها ونتائجها بصورة إيجابية فى "رد قلبى" لمريم فخر الدين وشكري سرحان وأحمد مظهر وفي "الباب المفتوح" لفاتن حمامة و"بورسعيد" لفريد شوقي وهدي سلطان و "الأيدي الناعمة" لأحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار و"الحقيقة العارية" لماجدة.
ومن ناحية أخرى أنتجت السينما أفلامًا أخرى لمهاجمة العصر الملكى وسلبياته وإخفاقاته مثل أفلام: غروب وشروق، القاهرة 30، بداية ونهاية، في بيتنا رجل، وعبرت تلك الأفلام عن حقبة تاريخية مهمة في تاريخ مصر وهى الملكية، وكان لفيلم "الله معنا" لعماد حمدي وفاتن حمامة السبق في تناول الحدث وكان من إرهاصات الثورة وهو عن قصة الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، وإخراج أحمد بدرخان وشارك في بطولته أيضا محمود المليجي، ماجدة شكري سرحان، وحسين رياض والفيلم كان يتناول ذهاب الضباط للمشاركة في حرب فلسطين ثم إصابتهم، ما أدى إلى غضب بين رجال الجيش، ويتكون تنظيم الضباط الأحرار لكي ينتقموا للوطن وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم.
ومن الأفلام المهمة والتي تعتبر أيقونة من أيقونات ثورة يوليو فيلم "رد قلبي" والذي يعد من أهم الأفلام التي تناولت معاناة الشعب المصري قبل ثورة يوليو من خلال قصة حب الأميرة "إنجي" ابنة الباشا لابن الفلاح البسيط "علي"، والذي يصبح ضابطا في الجيش وتمر الأيام حتى تندلع الثورة وبعد ذلك يتمكنان من الزواج، وقد تم تصنيف الفيلم في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد عام 1996 في احتفالية مئوية السينما المصرية.