تمارا سعد تكتب.. جرحت في بيت أحبائي
كتير بكون جدا فاهمة إللى حواليا.. وفاهمة تركيبة شخصياتهم ..وفاهمة أكتر أعماق التركيبة واصولها ديه نتيجة مجموعة خبرات شكلها ايه ... وبحرص أنه لا تظهر على ملامحي أمامهم حقيقتهم اللى متوقعها بنسبة كبيرة.... بمسك الشخصية وأحاول اتعامل بإيجابية اوجهم للحلو اللى فيهم وأساعدعم يعالجوا السىء إللى بيعانوا منه ومن غير ما أجرحهم.... وأمام النفوس المكسورة فجأة اتحول لجدعة وجدعة جدا لأن قضيتهم هى قضيتى قضية الإنسان .... بحرص جدا فى تصرفاتى وتعبيرات وجهى تجاه الجرحى والمتعبين واصحاب نقاط الضعف .. وشعارى كفاية عليهم معاناتهم من جلد الذات وأركز إنى لما أطل عليهم أطل عليهم بالرحمة .. الرحمة مهمة اقوى من الحب فى تأثيرها..... طبعا القضية محتاجة صبر وتشجيع وإحساس ببوصلة الشخصية راحه على فين؟.. وتوجيهها بدون ما تشعر بإحراج قدامى .. الموضوع كبير أنت أمام نفس جريحة محتاج شغل انسانى عالى الحس.... وكل هذا الكفاح الإنسان بيكون على حساب نفسك فى حاجات كتير .. لكن إللى بيهون عليك الضريبة إللى بتتكلفها... هى انك لما تشوف الإنسان ده ابتدى يتصالح على نفسه ويختار يكون عنده حلم يحيا من اجله وقتها بهتف الميت قام ليتذوق طعم الحياة .. بعرف وقتها ان مساندتى الخفية نجحت.... وهنا تظهر مشكلتى تجربتى مع هذا النوع من البشر .. أنهم بعد ما بدأوا بجنوا ثمار فى حياتهم ويحسوا انهم اصبحوا مثمرين وفى إيديهم ثمارهم ...ابتدى اكتشف ناس تانية خالص غير اللى كانوا محتاجين يتسندوا بوجودى فى حياتهم.... حياتهم اللى لما صادفتهم فى حياتى كان لونها رمادى باهت واتلونت واخدوا ألوانها أجمل الون حياتى وخزلونى وتركوا لى لونهم الرمادى الباهت ..... وبعد أن سمعوا اصوات ضحكاتهم وابتسمت اعيونهم يفضلون أن غيرك هو الذى يتبادل معهم ابتسامتهم ويطعم من ثمارهم الحلوة وليس انت يا زارع الفرح !! .. ثم تصدم عندما تكتشف انك ليس لك عندهم فى الحصاد سوى الأشواك اما الورود فتهدى لغيرك!!! لذا أسمع منى الحقيقة الجارحة اكتر ناس هتخزلك وتجرحك بعنف بلا رحمة هى الناس اللى انت حبتها وساندتها وشجعتها يوم ما هتقف على رجليها هتدوس عليك برجليها ...تخيلوا احنا وصلنا لأيه "متخافش من اللى ببكروهوك خاف من اللى بتحبهم لان على ايديهم للأسف هتاخد الضربة القاضية!!!.. وهتحس بمعنى كلمة النداله وقسوة الغدر..... النهاردة قناعتى بعد خبراتى مع الناس وصلت ان النوعية ديه من البشر لازم يكون لهم برواز ميعدوش حدوده ...البرواز بيحميك من شرهم وكذبهم وبيعرفهم حجمهم الطببعى بدون مجاملة... واحذر مجاملتهم بزيادة حتى من باب الأنسانية المجاملة بتنفخهم بتديهم حجم أكبر من حجمهم وتصغرك انت فى عيونهم ووقتها مش هيشفوك ولا يعملولك حساب فى وجودك أو غيابك .. وكمان لما يتنفخوا انت مش هتعرف تكلمهم لأن وقت ما هتحتج عليهم البالونه اللى حضرتك نفختها هتفرقع فى وشك .. خذ حظرك من الناس إللى فى يوم من الأيام مديت لهم ايدك بكأس ماء بارد يردلهم اعتبارهم المستهلك فى حياتهم الماضية.
الحمد الله أنا فيه حاجة أعتقد إنها ميزة على الأقل بالنسبالى إن لما حد بيسقط من نظرى معرفش اشوفه ذى ما كنت شيفاه من قبل ابدا .... وبمجرد انى افتكر الناس ديه بتعب و بقفل وبقفل جامد جدا .... خلاص خلصت معايا قضيتهم انتهت عند جحودهم... وببتدى اسحب نفسى بهدوء وسبحان الله دائما انسحابى ببعيد الشخصيات ديه مثل ما كانت قبل ما يصادفونى فى حياتهم ويمكن أسوأ.. وصدقونى وبدون شماته حالهم بيرجع يصعب عليا.... لكن ما يصعبش عليك غالى.. هما اللى حكموا على أنفسهم ..انت كنت خيرهم واترفس بأرجلهم الله يسامحهم..... وأصبحوا مرارة قريبة من النفس لأنها الأقرباء الأحباء وأظل أهتف إلى الله فى صمت " إلهي لقد جرحت فى بيت أحبائي".