التقط صورًا للملوك والرؤساء.. أقدم استوديو تصوير في مصر يبوح بأسراره
قد لا يستوقفك عندما تسير في شوارع وسط البلد في قلب القاهرة، فهو استوديو يبدو عاديًا يجاور عدة أبنية ومحال، ولكن عندما تدخله تشعر بأنك رجعت عبر آلة الزمن من القرن 21 إلى القرن 19، إنه استوديو «بيلا» أقدم استوديو تصوير في مصر، الذي يعود تاريخه إلى عام 1890.
ويقول أشرف محيي الدين، صاحب الأستوديو الشهير بـ«أشرف بيلا» إن الاستوديو هو أول مكان تصوير في مصر، أنشأه عاشق التصوير الخواجة «بيلا»، المجري الجنسية في عام 1925 عاد بيلا لبلاده وباع الاستوديو لشخص لبناني، و«شاركه جدي فهمي باشا هيبة في ملكية المحل ثم بعد فترة باع الشريك اللبناني حصته وأصبح الاستوديو مملوكا لعائلتي، فورثه والدي الذي علمني المهنة منذ الصغر، ثم توليت إدارة الاستديو بعده»
اقرأ أيضاً
- وزير التعليم: عقوبة الغش تصل للحبس ومراكز التصحيح الإلكترونى مؤمنة
- خسارة شابات الطائرة أمام إيطاليا فى بطولة العالم ببلجيكا
- صحيفة إسبانية: الفرعون المصرى على رادار النادى الملكى
- ارجعى لطبيعتك.. طرق سهلة من «أنا حوا» لإنقاص الوزن بعد الحمل
- فى أول أيامهم.. دار الإفتاء توجه دعاءًا لطلاب الثانوية العامة
- مصر تتصدر قائمة الأكثر أهمية في السينما العربية
- سفارة بريطانيا تنشر صورًا نادرة لأم الأبطال.. «جيهان السادات».. شاهد
- رئيسة الحزب الدستوري الحر: تونس تعيش أزمة تهدد وجودها
- عشان تركيزك يزيد قبل الامتحان.. اتبع نصائح ”أنا حوا“ قبل دخول اللجنة
- ردًا على مفتي إثيوبيا.. الأزهري: «من اعتدى على حقنا لا يلومن إلا نفسه»
- أستاذ قانون دولي: مصر قادرة على إخضاع إثيوبيا حتى تعود إلى رشدها
- «خط أحمر».. أحمد العوضى يواجه حملة تشويه تستهدف زوجته
ولأن استوديو «بيلا» هو الأقدم في مصر فقد أصبح الملوك والباشاوات والرؤساء من زبائنه «كان يحضر مندوب من قصر عابدين للإتفاق على حضور الخواجة بيلا لتصوير أحد أفراد العائلة المالكة في القصر، وقام جدي بتصوير موكب للملك فؤاد وكان إلى جواره حسين رشدي باشا، كما قام بتصوير اللواء إسماعيل صدقي باشا واللواء أحمد شفيق باشا، ووسيل باشا حكمدار العاصمة، والتقط صورة للملك فاروق في طفولته وهو راكب عربة صغيرة، كما قام والدي بتصوير احداث سياسيه عديده والتقط صورًا للرئيس الراحل أنور السادات وزوجته السيدة جيهان السادات، وكانت الصور وقتها أبيض وأسود، ولكن كنا نقوم بتلوين صور السادات وجيهان يدويًا باستخدام الفرشاة وألوان الزيت للخلفيات، أما الوجه فقمنا بتلوينه باستخدام ألوان المياه».
يتميز استوديو «بيلا» بمحافظته على طرازه القديم، وهو أمر مقصود كما يوضح "محيي الدين": «طوال الـ ١٣٠ سنة حافظنا على شكل الاستوديو وديكوره القديم، كما احتفظ بكل الكاميرات ومعدات التصوير القديمة، مثل الكاميرا المنفاخ التي لها عجل حتى يسهل نقلها وتحريكها، والفلاش الماغنسيوم، ومعمل التحميض الأبيض والأسود، وأفلام التصوير المصنوعة من الزجاج، وكان حجم الفيلم 20X 25 سم، فالاستوديو بمثابة شاهد على تاريخ التصوير في مصر ويواكب الاستوديو أيضا كل ما هو حديث ومعاصر في عالم التصوير، حيث نستخدم أحدث آلات التصوير الديجيتال ذات الجودة العالية».
أما عن تاريخ التصوير في مصر، فيذكر "محيي الدين" أن التصوير لم يكن معروفًا في مصر حتى أدخله الأجانب، فبعد فترة من افتتاح الخواجة «بيلا» للاستوديو الخاص به في شارع قصر النيل بوسط البلد، قام عدد من الخواجات اليونانيين والأرمن بافتتاح استوديوهات مشابهة في منطقة وسط البلد مثل استوديو «أندرو» و«ألبيرن» و«جارو»، فكانت منطقة وسط البلد كلها استوديوهات يملكها أجانب، لأن فن التصوير لم يكن معروفًا لدى المصريين وكان للتصوير في الماضي بعض الطقوس، مثل ارتداء الملابس الرسمية وهي البدلة ورابطة العنق والطربوش، وكان الناس يحرصون على التصوير مرة كل شهر أو عند شراء فستان أو بدلة جديدة، ومع تغيير تسريحة وقصة الشعر، فكان التصوير آنذاك رفاهية، كما كان هناك ما يسمى الصورة العائلية، حيث تحرص العائلات سواء كانت غنية أو فقيرة على الذهاب لاستوديو تصوير لأخذ صورة للذكرى، لذا كانت الاستوديوهات القديمة تتميز ببلاتوهات التصوير ذات المساحة الشاسعة لتستوعب العدد الكبير في الصور العائلية الذي قد يصل إلى 25 فردا، وهو ما يميز استوديو «بيلا»، حيث تصل مساحته إلى 600 متر.
وللحفاظ على تاريخ الاستوديو لم ترغب عائلة أشرف محيي الدين في تغيير اسم الاستوديو عندما قاموا بشرائه من الخواجة «بيلا»، فيقول: «لم يفكر جدي في تغيير اسم (بيلا)، لأن تاريخ الاستديو مرتبط باسمه، والأكثر من ذلك أن اسم الشهرة الخاص بي أصبح (أشرف بيلا) نسبة للاستوديو، كما أن اسم الاستوديو يجذب السائحين الأجانب، خاصة المجريين الذين يأتون للاستوديو ليسألوا عن الخواجة (بيلا)، معتقدين أن صاحب الاستوديو مجري الجنسية».
أكثر ما يلفت الإنتباه في الاستوديو صور المشاهير بالأبيض والأسود المعلقة على الجدران، وهو ما يفسره صاحب الاستوديو قائلًا: «كل نجوم السينما المصرية القديمة والحديثة تم عمل اختبار تصوير (تيست كاميرا) لهم هنا في هذا الاستوديو، وكان والدي ومصورو هذا الاستديو هم من يحددون هل هذه الوجوه الجديدة تصلح للتمثيل أم لا».