”مارك باتلر“ بأوستراكا الدولي: اللوحة كائن حي له روح وشخصية تعبر عن ذاتها.. حوار
جرى ختام فعاليات المعرض الدولي للفنون "أوستراكا" في دورته الرابعة مطلع هذا الشهر الجاري، ويقع المعرض بالداو آرت بروموناد تحت تنظيم وتنفيذ مؤسس شركة "أوستراكا" الفنان التشكيلي "محمد حميدة" بانتخاب وتجمع عدد من الفنانين التشكيليين القادمين من دول مختلفة مثل بريطانيا؛ إيطاليا؛ مقدونيا؛ المجر؛ ومصر، وجرت الفعاليات الفنية في ظل أنغام فرقة موسيقية بقيادة د.وليد علام؛ ونها السقا (آلة القانون) ومريم المملوك (بيانو) ومحمد الجندي (طبلة) ومحمود ياسين (الكونترباس)، وقد تسنى لـ "أنا حوا" إجراء مقابلة مع الفنان التشكيلي البريطاني "مارك باتلر" والذي يعرض لوحاته حاليًا بالطابق الثاني من "جاليري الأوستراكا" ما بين لوحات معلقة على الجدران ولوحات أخرى يختزنها جانبًا استعدادًا لمعرض آخر قريبًا فإلى نص الحوار:-
* مسيرتك في الفن التشكيلي طويلة، ولكن حدثنا عن سيرتك الذاتية كيف تراها وإن كانت لا تقبل الاختصار؟
اقرأ أيضاً
- ”عريبى“ تشارك بمؤتمر عالمي بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي الصيني
- نجمة التنس التونسية: أغادر ويمبلدون مرفوعة الرأس وسعيدة بنفسي
- مصرع طفل إثر اندلاع حريق هائل فى شقة سكنية بحدائق المعادى
- اليوم العالمى لـ”البوس”.. تعرف على أبرز فوائد التقبيل
- نائلة جبر: إنشاء منظمة تنمية المرأة جاء بدعم كبير من الرئيس
- أسباب احمرار العين عند الأطفال.. تجنبيها
- ”الطويل“: جلسة مجلس الأمن ستشهد تقدمًا فى موقفه حول أزمة سد النهضة
- ”زايد“: إنشاء صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية خطوة تاريخية
- ”كان“ السينمائى يمنح جودى فوستر السعفة الفخرية
- كان السينمائى.. ”كوتيار“ بطلة فيلم الافتتاح تخطف الأنظار.. صور
- جيسيكا تشاستين بإطلالة ساحرة فى افتتاح مهرجان كان السينمائى.. صور
- مى الغيطى تهاجم ”سيدتى“ والمجلة تعتذر.. صور
_ فنان تشكيلي؛ بريطانيا موطن رأسي، درستُ الفن في كلية الفنون بانجلترا، ثم قررتُ الانتقال إلى مصر والإقامة بها عام ١٩٩٥ م، وها أنا مازلت أعيش بالقاهرة منذ ٢٥ عامًا، ولدي عائلتي هنا زوجتي وطفلان، الفن يحتل أوقاتي ولا أفعل شيئًا سواه.
* هل أضافت لك كثرة جولاتك حول العالم شيئًا مختلفًا إلى صياغة خبراتك الفنية وتقنيات التشكيل؟ أعني انتقالك ما بين انجلترا ومصر فذلك لافت للنظر مع قرارك الاستقرار بمصر أخيرًا، وقد صرحتَ أنها تشبه الأسطورة القديمة.
_ نعم بالطبع.. الفن التشكيلي بالنسبة إلي هو اتصال حي بين البشر وبعضهم البعض، وبين البشر والأماكن من ناحية أخرى؛ الفن ليس مجرد ديكور جميل على الجدران وليس تقنيات احترافية لممارسة الخدع البصرية بفعل الألوان، بل عليه أن يوجه الفكر الحر.
* إذن أي الأفكار تتوثب إلى أعمالك الفنية وتتبناها في لوحاتك؟
_ حسنًا.. إنها أفكار تتعلق بسؤال واحد "كيف يرى كلٌ منا ثقافتَه وذاته" إن الناس مختلفون، وهذا الاختلاف هو ما يجعل البعض يتصرف كالجندي المدافع عن اختلافه الفارق، ولكن هذا الاختلاف في ذات الوقت هو ما يمنح الإنسان قوة ورؤية وإقناع في مفارقة مدهشة، خاصةً حين يتحدث الواحد منا ويعبر عما يدور بخلده فيحدث هذا "الكونتراست" بين الأبيض والأسود ويتميز الواحد بين الجمع، علينا أن نختلف ونتبادل الأفكار عبر التعبير بالفنون وذلك أرقى أنواع الإعلاء الذاتي، الاختلاف الحر والسامي بالتشكيل الفني يمهد لتعبيرات مسالمة بين أركان العالم.
* هل لاحظت ملامح الاتصال بين المصريين وبعضهم البعض؛ وبين المصري وحضارته ليتجلى ذلك عبر الفنون الجميلة التصوير والنحت والرسم؟ وما رأيك؟.. لدي فضول لسماع تجاربك في مصر
_ عشت بمصر ٢٥ عامًا كما قلت سلفًا؛ ٦ سنوات في الأقصر ثم انتقلت إلى القاهرة؛ مارست الرسم الزيتي والتجريد، وأرى أن الاتصال بين الناس هو التفاهم والتلقي والجدل في شكله الحضاري، ليس لدي أحكام مطلقة بهذا الخصوص عن مصر لأن التواصل أمر نسبي محكوم بظرفية المواقف في دول العالم، لأنه قد يتعثر بحضارات البلاد وطرق تعبيرهم وبالمستويات الثقافية والتعليمية على سبيل المثال ويتباين في إعلاء مفاهيمه من مكان إلى آخر، وألهمتني الحضارة الفرعونية القديمة، وعلى المستوى الشخصي أمارس هذا التفاهم البصري والرمزي من خلال أعمالي وأتحدث عبرها في حديث هادئ لا ينتهي.
* من تعتبره أيقونة وراعي الفن التشكيلي في مصر والعالم؛ وتجذب أعماله انتباهك دائمًا؟
_ دائمًا أكون شغوفًا بلوحات الفنان التشكيلي المصري "محمود مختار" وهي أفضل ما رأيت من فنون على الإطلاق، وبها جهد ومشاعر كثيفة للمتذوق والمشتغل بالفن.
* ما العائد المعنوي خلف مشاركتك في ملتقى "أوستراكا" هذا العام بالغردقة؟
_ أستفيد الكثير على المستوى الذاتي والروحي، الجلوس مفردًا بمكان واحد قد يقتل روح الفنان ولا يجدد ابتكاره إطلاقًا، وأنا أبحث عن التجول والبساطة والأشياء الجديدة من خلال هذا الملتقى بمدينة شاطئية لطيفة، المعرض بالفعل يجمعني بأصدقائي التشكيليين حول العالم، نتبادل أفكارنا ونكتشف تقنيات حديثة في الرسم والنحت، وذلك مثير للاهتمام في مكان سياحي وجاذب لمصريين ولجنسيات أجنبية؛ والذي يعد استديو وجاليري فني يوجه الدعوات إلى دول الخارج، من الصعب بمكان آخر توفير جميع المزايا التي يبحث عنها الفنان، لكن وجدت ذلك في الأوستراكا بالغردقة، وهذا ما يقدمه شتايجنبرجر دائمًا من استحضار الوفود السياحية لتلك المعارض الفنية.
* أدرك أن التطرق إلى لغز اللوحات يفسدها، لذا سأكتفي بسؤالك عن تقنياتك الفنية في اللوحة؟ كيف بنيتها وهل تتبع تيارًا تشكيليًا بعينه؟
_ لوحاتي لا تتبع الحداثة ولا التصوير الأكاديمي القديم؛ ولا التكعيبية مثل بيكاسو؛ ولا السوريالية مثل رينيه مارغريت؛ ولا الطبيعية مثل جون كونستابل؛ وربما أجزم أنها جامعة لكل تلك التيارات الفنية والزمنية، لتخرج مطبوعة بخبراتي وذائقتي الخاصة، وإلا ماذا يقدم الفنان بفرديته؟!.
* ما نصيحتك لكل فنان تشكيلي حديث العهد بالتشكيل؟
_ الفن يحكمه الجنون وليس النصائح، وربما أقول "الفن ليس له زمام وغير مقيد بشيء".. ثم استدرك "مارك باتلر" : يقع معظم الفنانين في خطأ إثبات خيال عالق برؤوسهم، في حين أن الفن يشترط أن تجهل خطواتك المقبلة، أن تدع جهلك وترددك وفضولك ويدك يقودونك إلى عالم غير معلوم سلفًا، لتجهر به في آنية غير مدبرة! ولتكشف عن هوية تخرج من عمق بياض اللوحة، فتترك عينيك في دهشة وحرية المفاجآت! لكل لوحة شخصية فلندع اللوحة تتحدث عن نفسها بطريقتها، لماذا نفرض الوصاية على كائن حي، نعم عزيزتي، اللوحات كائن حي يتحدث عن نفسه!.