عودة يطو للروائية المغربية بديعة الراضي.. تأملات في الإنسانية والهوية من عمق الصحراء
أنا حوا أنا حواقدمت فرقة المشهد المسرحي بالمركب الثقافي بمدينة القنيطرة المغربية عرضها المسرحي "عودة يطو" للروائية والإعلامية بديعة الراضي، وقام بالدراماتورجا والإخراج الفنان محمد الزيات، وكان التشخيص لكل من سعيد غزالة وماجدة زبيطة.
قراءة أولية
تأطير المحتوى:
تتحدث المسرحية عن قضية وجودية لها أبعاد قيمية وحقوقية، تتمثل في محاولة البحث عن المشترك الإنساني، الذي يتلخص في الدفاع عن الهوية والمبدأ والتشبث بالقيم الإنسانية النبيلة، إذ يظل البطل في دوامة الدفاع عن ما يؤمن به، خاصة أن الغائبة المبحوث عنها هي الأصل والمركز، وبالتالي فما تطرحه المسرحية يتجاوز ما هو ذاتي إلى ماهو موضوعي، الشيء الذي يدفع إلى إعادة الاعتبار إلى المكون الإنساني والكوني في الارتباط بالعودة إلى الأصل، وهو ما يجعل البطل بالقدر الذي يشعر بالفقد والاغتراب والضياع بالقدر الذي نلاحظه يستعيد حيويته بقوة سيكلوجية حادة، وذلك بالانشداد إلى الماضي باعتباره خزانا لصور في قلب الذاكرة، ومن ثم فالمسرحية تميل إلى طرح القضية الوطنية في خصوصيتها القيمية، والموزعة على الثبات المؤكد للعودة الميمونة إلى نقطة المركز، مع الإيمان بعدالة أحقيتها وشرعيتها في الانغراس في تربتها الأصلية.
شكل العرض:
حرص المخرج أولا على دراماتورجيا متحررة من الكتابة الكلاسية في الدراما، حيث نلاحظ حضور ه كصانع للعمل المسرحي، سواء في عناصره التمسرحية، أو في تشكلات تمثيلات علاماته الممسرحة، خاصة اللعب بالجسد، والأداء التعبيري الراقص والحركي، واستخدام الأكسوسوار كالقلة مثلا، واللباس الذي يتداخل مع التبيئة المحلية للدلالة على الفضاء الصحراوي، وهو ما يحول المكان شخصية فاعلة في تخصيب الرؤية، بالإضافة إلى توظيف سينوغرافيا موحية تختزل في خيمتين في قلب حيز صحراوي، تتغير إيقاعيا وفق شطحات ذات حركية ثقيلة مناسبة لأجواء الصحراء، مسنودة بإضاءة معبرة، تملأ الفراغات في الركح بإنتاج متخيل واقعي، يعود بالمشاهد إلى صور ومشاهد الصحراء، خاصة باستعمال المسلاط واستثماره گاسترجاع للذاكرة، و انتشالها من فداحة النسيان فهنيئا للأخ الفنان محمد الزيات الممثل والمخرج على هذا العمل كعرض يتناول قضية المرحلة، وتثبيتها في الذائقة المشهدية صوتا وصورة.