هند الصنعاني تكتب.. بوح من المحيط لصاحبة سر التحنيط
أنا حوامن أين نبدأ يا مصر الكلام..؟ وكيف نلقي عليكِ السلام.. قبل وقفة الإحترام؟!.. عبارة ليست من إبداعي لكنني هكذا وجهت التحية عندما وقفت لأول مرة أمام عبقرية الأجداد وعلامات الأديان، إحدى عجائب الدنيا السبع الأهرامات.
وقفت منبهرة متلعثمة ومرتكبة، فاقدة للنطق والعقل، لم يُسمح لي حينها إلا بالتكبير، كان بوحًا غراميًا مخزونًا من سنوات الطفولة لأرض مباركة أعزها الله وشرفها بذكرها في كتابه العزيز، أرض ولد فيها النبي موسى بل وكلمه الله في وادها المقدس طوى وكانت هي أول مرة وآخرها يصل فيها صوت الله إلى الأرض ويسمعه بشر، هي أيضًا أرض لقاء الأحبة ففيها التقى سيدنا يوسف بسيدنا يعقوب، هي تلك الأرض الخضراء التي أتيتها من مغرب حبيب ملبية نداء القلب، حاملة سلام ملايين العاشقين، أتيت لأعطر الروح بنفحات هوى لا يستنشق إلا في أرض العز قاهرة المعز، هي بلد الكرم والطيبة والأصل والأمان.
يقولون إن جئتها ضعيفًا منحتك القوة، وإن جئتها مهزومًا منحتك النصر، وإن جئتها خائفا منحتك الأمان، لكنني جئتها منتمية عاشقة فمنحتني القوة والنصر والأمان، هي الأم وهي العطاء، هي الحضن الدافىء الذي لا يعترف إلا بالدم الواحد الشريك في الوطن.
ومثلما انحني احترامًا وانبهارًا بعظمة حضارتها، أنحني أيضًا لعظمة شعبها بخفة دمه وحلاوة لسانه، هذا الحب عززه مبدعوها من الفنانين والكتاب والمفكرين والرواد، كان لهم الفضل في تغلغل الثقافة المصرية في وجدان الشعوب العربية، فالفن المصري العامل الأساسي في وصول اللهجة المصرية لكل البيوت العربية، فعشقنا لنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وأم كلثوم وحليم وبليغ وغيرهم من العمالقة جعلنا نشارك المصريين في ملكيتهم.
وإذا كان التاريخ قد كرم مصر ومنحها وسام الشموخ، فأن الحاضر أيضًا ماض في طريقه لاستكمال ما بناه الأجداد، فقد وهبها الله قائدا عظيما ورئيسا حكيمًا ورشيدًا لم يستعن إلا بربه للوقوف وقفة منيعة لأعداء الوطن، قوته الوحيدة شعبه الوفي الذي آمن به ورد له الجميل بحب خالص.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذا الزعيم الاستثنائي، استطاع إنقاذ مصر من الخراب والدمار وأعادها إلى مكانتها المعهودة، كان شغله الشاغل منذ توليه الحكم هو القيام بنهضة كبيرة شملت كافة القطاعات.
وكشاهدة على العصر، الحديث عن إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي يحتاج إلى مجلدات لاستعراض ما تحقق خلال الفترة التي تعتبر وجيزة، حيث استطاع أن يحافظ على هيبتها وشموخها بتثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية وإحداث نهضة تنموية كبرى، أعز الله مصر ونصر رئيسها وحفظ شعبها.