مولاي يعقوب منتجع علاجي بمعايير دولية
«مولاي يعقوب».. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
أنا حوامولاي يعقوب هي مدينة مغربية، تتمتع بسحرها الخالد وببيئة ومناظر طبيعية تجعلك تقضي إقامتك في سلام وهدوء، ويطلق عليها أيضًا مدينة الحمامات حيث تنبع هذه الأخيرة من عمق 1500 متر.
يتوفر مولاي يعقوب على حامة طبيعية ذات شهرة دولية، استقرت بها العلامة التجارية فيشي، ويرتبط نشاط المدينة، تجاريًا وسياحيًا، ارتباطًا وثيقًا بالخصائص العلاجية لحامتها الكبريتية، ومن جهة أخرى، فإن الصعوبات المادية والجيوتقنية للموقع تشكل عائقًا أمام تطور وتوسع المدينة.
وسط سلسلة من التلال في ضواحي فاس المغربية، يوجد هذا المنتجع الذي لم يكن قبل سنوات سوى بركة صغيرة، لكنه أصبح حاليًا مجمعًا طبيًا وسياحيًا كبيرًا يلجأ إليه كثيرون من المغاربة والأجانب للتداوي من أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل والأمراض الجلدية، وتعد «حامة مولاي يعقوب»، (مركز هذا المنتجع)، والتي تبعد بنحو 22 كيلومترا عن فاس، أول حامة عصرية في المغرب بمواصفات دولية، خاصة بعد أن أنشئت بها محطة طبية ومعدنية جديدة.
اقرأ أيضاً
- «خناتة بنونة».. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- «الببوش.. أغرب الأكلات المغربية».. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا»
- «سعيد عويطة».. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- احتفال الأطفال بالصيام.. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- نعيمة سميح.. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- الدروس الحسنية الرمضانية.. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- «الجبادور الرجالي».. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- «مسجد الحسن التاني».. هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- هند الصنعانى تقدم هدية اليوم لـ«أنا حوا» من المغرب
- توقيع بروتوكول تعاون بين رابطة كاتبات المغرب ومؤسسة ”هايدي“ لرعاية الفئات الخاصة
- هند الصنعاني تكتب.. «المرأة الرخيصة.. الخطيئة التي لا تُغتفر»
- هند الصنعانى تكتب.. «اللى انكسر مش لازم يتصلح»
يضم المجمع عدة مرافق حديثة، من بينها مسابح ومغاطس وحمامات ورشاشات وقاعات للترويض الطبي والتدليك المائي وحمام بخاري، إضافة إلى قاعات أخرى متخصصة في علاج أمراض الحساسية في الأنف والأذن والحلق.
لم تكن هذه الحامة التي تستقبل اليوم عددًا قياسيًا من الزوار، سوى عين تتدفق ماؤها من عمق 1500 متر بحرارة مئوية تتجاوز 45 درجة، وتحتوي على عدة عناصر مثل الكبريت والملح، وعلى خصائص فيزيائية مهمة ذات نشاط إشعاعي طبيعي، مما يجعلها ذات فعالية كبيرة في علاج الأمراض الجلدية وبعض أنواع الروماتيزم، كما تساعد على عملية التدليك والترويض، ولهذا يقصد الحامة عدد من الرياضيين المغاربة والأجانب، خاصة العدائين في ألعاب القوى، من أجل الترويض وإزالة العياء وإعادة الحيوية واللياقة للجسم.
وتعرف «حامة مولاي يعقوب» حركة دؤوبة على مدار السنة، وتزداد الحركة نشاطا خلال صيف، كما أن الحركة التجارية والسياحية تنشط في فصل الصيف بسبب توجه كثيرين من المغاربة للاصطياف الجبلي، وأغلبهم يأتون من مدن أخرى ومن بلدان المهجر في رحلات استجمام، إضافة إلى الفعالية الصحية للمياه التي أثبتت قدرتها على شفاء الكثير من الأمراض العضوية والجلدية، ومنذ أواسط القرن الماضي اكتشفت فعاليتها في معالجة أمراض المسالك البولية ونجاعتها في تفتيت حصوات الكلى، وهناك أيضا القيمة الغذائية والعلاجية الأخرى، بفعل تركيبتها الغنية والمكونة من «الكالسيوم» و«الماغنسيوم» و«الصوديوم» و«البوتاسيوم» و«الكلورور» و«النترات» و«السولفات» و«ثاني الكربونات»، والتي أكدها الاختصاصيون بعدما أثبتت الدراسات العلمية أن «عين مولاي يعقوب» تساعد فعلا في التداوي، وتحولت إلى موضوع بحث من قبل أطباء وباحثين عالميين، حيث أكدت تحليلاتهم أن العين المتدفقة بمياه دافئة تمتلك مواصفات الاستشفاء لعدد من الأمراض، وأن ماءها يحتوي على الأملاح المحللة بالكبريت، مما دفع السلطات المحلية إلى التدخل لتنظيم الاستشفاء بهذه العين وتحويله إلى منتجع علاجي يلتزم بالمعايير الدولية.
ويبلغ عدد المرضى الزائرين لـ«حامة مولاي يعقوب» طبقا لإحصائيات مستشفى حديث يوجد في المنطقة، في حدود ستة آلاف شخص سنويا، بعضهم يعالج بماء العين من أمراض الحلق والأذنين والأنف، وهناك مركز للعلاج بالمواد المعدنية يوفر علاجات متنوعة لأمراض الظهر والعمود الفقري والتهابات المفاصل المزمنة بأنواعها، وأمراض الجهاز الهضمي، وذلك وفق برامج يعدها المركز تحت إشراف أطباء متخصصين بالتعاون مع مستشفى «كوشان» في باريس، بالإضافة إلى برامج أخرى متنوعة للأم والطفل الرضيع والرشاقة والتجميل.
ويقدم المركز برامج صحية مكثفة تمتد من ستة أيام إلى ثلاثة أسابيع، ويفضل في معظم الحالات اتباع العلاجين الأساسيين معا، وذلك للتقليل من الآثار الجانبية للأدوية الكيماوية من مسكنات الآلام ومضادات الالتهابات على الجهاز الهضمي عموما، والمعدة خصوصا، إذ إن المياه المستخدمة بحرارتها التي تصل إلى 70 درجة مئوية، والتي تقلل في المراكز إلى ما بين 36 و37 درجة مئوية، مع الطين المستخرج من حول تلك العيون، تحتوي على نسبة عالية من المواد المعدنية الغنية بالفيتامينات والحديد وعناصر أساسية مفيدة للجسم بمنافعها الثلاثية من العناصر المضادة للالتهابات ومساعدة العضلات على الارتخاء، وتوسيع الأوردة والشرايين، مما يسهل القيام ببرامج إعادة التأهيل وخلق نشاط وصحة وحيوية في الأعضاء العليلة.
تبلغ تذكرة الاستحمام في المسابح العامة 8 دراهم (دولار تقريبًا) وفي المغاطس 15 درهما (دولاران تقريبا) للفرد و25 درهما بالنسبة لشخصين، أما أسعار استعمال قاعات الترويض والتدليك والحمام البخاري والعلاج من بعض الأمراض المذكورة، فتتراوح ما بين 100 و300 درهم (13 إلى 38 دولارا تقريبا) وذلك طبقا لنوع الخدمة المطلوبة.
حين يدخل الزائر إلى الدرج المفضي إلى الحامات، سرعان ما يشم رائحة قوية غالبا ما يجدها كريهة في أول الأمر، إلا أنه سرعان ما يستأنس بها ليستنشقها بشغف كبير، إنها رائحة الكبريت والفسفور المنبعثة من مياه المعدنية لها رائحة نفاذة، تشبه إلى حد ما رائحة «البيض المسلوق»، وجميع المرافق التابعة للحامة، من مسابح ومقاه ومطاعم ومحلات للتسوق، تغص بالزوار الذين يأتون فرادى وجماعات مع أسرهم أو أصدقائهم في ما يشبه رحلة استكشافية لهذه العين السحرية التي لا تبخل على زوارها باحتوائهم وامتصاص عللهم وأمراضهم وأسقامهم، وتتوفر «حامة مولاي يعقوب» على صهريجين تقليديين أحدهما للنساء والآخر للرجال، أما المنتجع، فيتكون من وحدة صحية، بالإضافة إلى حمامات فردية وأخرى ثنائية إلى جانب جناح لمعالجة المفاصل، وزبائن «مولاي يعقوب» من جميع الشرائح الاجتماعية، فقراء وأغنياء، وأطفال وشباب وشيوخ من الرجال والنساء على السواء، منهم من يستفيد من مرافق الاستقبال الفاخرة والعصرية، ومنهم من يكتفي بالصهريج، كل حسب إمكانياته المادية وميزانيته الخاصة، إلا أن الجميع يتمتع بالأجواء المنعشة والهواء النقي والابتعاد عن ضجيج المدينة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والفوائد الصحية للمياه المعدنية.
وكانت هذه العين اكتشفت عام 1900 ولم يتم تجهيزها إلا في عام 1965 من طرف «الشركة المعدنية لمولاي يعقوب»، وتقول الروايات إن ارتباط هذه المياه باسم «السلطان مولاي يعقوب» مردها إلى أنه كان يعاني مرضا استعصى علاجه، غير أنه حينما استحم بهذه المياه شفي بعد أسبوع.