أستاذ حَمام نحن الزغاليل.. حكاية «غزل البنات» التاريخي بدأت فى الأسانسير بين الريحانى وليلى مراد
أنا حواالصدفة وحدها وذكاء الفنان العبقري أنور وجدي كانا وراء ظهور فيلم “غزل البنات” للنور، ففي نهاية عام 1948 قابلت النجمة “ليلي مراد” الفنان الكبير “نجيب الريحاني” فى “أسانسير” عماراتهما المشتركة “الإيموبليا” التي يسكنان فيها، ومن هنا جاءت الانطلاقة.
وبعد السلام والتحية بادر “الريحاني” وطلب من “ليلى مراد” كما ذكرت هى فى حديث إذاعي مشاركته فى فيلمًا سينمائيًا، فقال لها: امتى بقى يا حلوة نعمل فيلم سوا؟ فردت عليه قائلة: حضرتك تؤمر يا فندم، أنا أطول أقف قدام نجيب بك!.
اقرأ أيضاً
- اعتدى عليها جنسيًا.. تفاصيل صادمة فى مقتل طفلة علي يد بائع غزل البنات بحلوان
- «فيكي مني كتير».. ماذا قالت سهير البابلي عن علاقتها بليلى مراد؟
- عودة المخرج الكبير محمد فاضل للدراما بعد عشر سنوات
- وزير الشباب يُكرّم آية عصام الدين بائعة غزل البنات.. صور
- لماذا رفض فطين عبدالوهاب التمثيل مع ليلى مراد؟
- ملكة عماد الدين.. قصة هروب بديعة مصابني من مصر وحكاية عاطفية وراء طلاقها من ”الريحاني“
- الضاحك الباكي رواية محمد الغيطي عن حياة نجيب الريحاني بمعرض الكتاب دار النخبة
- ”انا حوا”يكشف قصة الريحاني مع11 امرأة في حياته وتفاصيل غرامياته
- زواج أنور وجدي المسلم من ليلى مراد الإسرائيلية.. صورة قسيمة الزواج
- حكاية ستوتة التي منحها نجيب الريحاني 50جنيهافكانت سبب قتلها
- في ذكرى رحيل نجيب الريحاني الغيطي يكشف كواليس موته الغامضة
- ابن ليلى مراد يحذف هجومه على عمرو دياب لهذا السبب الغريب
وعندما عادت إلى شقتها، أبلغت أنور وجدي بما حدث ليضرب المخرج والممثل الشهير كفًا على كف متسائلًا بينه وبين نفسه عن أجر الريحاني، اللطيف أنها اختلفا بعد ذلك عندما كتب أنور وجدى سيناريو الفيلم وكتب بديع خيري الحوار، وهنا تدخل العملاق الراحل عبدالوارث عسر لحل المشكلة.
كلنا نتذكر المشهد الذي كان نجيب الريحاني يبكي فيه أثناء تصوير أغنية الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب “عاشق الروح”، طلب المخرج أنور وجدي من الريحاني وضع “الجلسرين” أسفل عينيه حتى يظهر وكأنه يبكي، ولكن الضاحك الباكي رفض ذلك طالبًا من وجدي أن يختلي بنفسه في غرفته 5 دقائق، دون أن يوضح له الأسباب.
وبعد فترة صغيرة خرج "الريحاني" وهو يبكي بكاءً حقيقيًا، وتم تصوير الأغنية بدموعه حقيقة وحينما سُئل عن سر بكائه قال أنه تذكر شقيقه يوسف الريحاني، الذي اختفى في ظروف غامضة ولم يعلم عنه شيء حتى يومه هذا.
ويدور الفيلم حول الأستاذ حمام (نجيب الريحاني) مدرس اللغة العربية الفقير الذي يعمل في مدرسة خاصة، يطرده ناظر المدرسة لكنه يصبح مدرسًا خاصاً لليلى (ليلى مراد) بنت مراد الباشا (سليمان نجيب) ويعجب بها في صمت، ولكنها تحب شابًا آخر، يكتشف حمام أن حبيبها ليس إلا نصابًا يطمع في ثروتها فيحذرها منه، في أحد لقاءاتها بحبيبها في كباريه، يصطحبها حمام بعد أن يواجهه بحقيقته ويستنجد بالطيار وحيد (أنور وجدي) ليخلصها من هذا الأفاق.
يدعي الضابط للحبيب الأفاق أنه اِبْن عَمّها وينقذها منه، في نفس الوقت الذي يُعجب بها وتبادله مشاعره، ويدرك حمام استحالة حبه لها ويرضى بالأمر الواقع.
ورغم مرور عشرات السنين يبقى فيلم “غزل البنات” واحدًا من أهم الأفلام العربية، والذي بالفعل يحتل المركز التاسع في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
في يوم 8 يونيو 1949 توفي الريحاني بسبب مرضه، وكانت صدمة للجميع ولكن بالنسبة لمنتج الفيلم أنور وجدي كان يجب عليه التفكير في طريقة لينهي الفيلم بشكل جيد بعد وفاة البطل الذي لم يكمل مشاهده الأخيرة، فلجأ "أنور" إلى تغيير النهاية، ويقال إن المشهد المتبقي كان يجمع بين الباشا سليمان نجيب وليلى مراد والريحاني الذي يحاول إقناع الباشا بزواج ليلى وأنور.
أنور وجدي والذي اعتاد تسويق أفلامه بطرق مختلفة، عرض الفيلم بعد وفاة الريحاني في إشارة إلى أنه آخر أعماله، وقرر أنور أن العرض الأول للفيلم سيقتصر فقط على السينما المقابلة لأحد مقاهي شارع عماد الدين والتي اعتاد أن يجلس عليها الريحاني، كتخليد لذكرى “الضاحك الباكي” لكن في الواقع هذا القرار جعل الفيلم يحقق إيرادات هائلة واستمر فترة طويلة بالسينما.