منى نشأت تكتب.. حكايات من الساحل
أنا حوالأن الزعلان فى أمثالنا يشرب من البحر.. سافرت لأعب منه عبا، يومان على شاطئ الساحل الشمالى، حاولت خلال ساعاتهما أن ألقى بالهموم فى الماء، لكن الموج الثائر رمى فوق رأسى أعشابه الداكنه، ووسطها أسماك انشطرت لنصفين لم تخرج من حالة الفوران سالمه.
أتيتك لتخلصنى من ثقل ارهقنى.. ووجدتك بحاجة لمن يحمل عنك ما بك،
اقرأ أيضاً
- «كوميكس».. مراتى قليلة الكلام يا مولانا أعملها إيه.. ”تمثال“!
- ”الغيطى“ يستعرض قرار هيئة الدولة بسحب 68 مستحضر دوائي من الأسواق ويوضح الأسباب
- عاجل.. نشوب حريق هائل بمعرض سجاد داخل عقار في الطالبية
- استشاري صحة نفسية لـ ”الغيطي“: الست اللى قتلت طفلتها دى متربتش
- ”الغيطي“ يكشف كواليس القبض علي المتسببين في إجبار القطار علي التوقف
- رئيسة مولدوفا: الفوز بالأغلبية فى البرلمان يمثل فرصة كبيرة لمحاربة الفساد
- محمود حسن يكتب.. «الماء بدل الدماء»
- ”الغيطي“ يرصد رد فعل طالب على الامتحانات: لو جبت كلية زراعة قسم كتاكيت يبقى خير
- ”الغيطي“ يرصد شكاوي طلاب الثانوية العامة.. وطالبة: فى أسئلة جاية غلط
- اليوم الرابع عشر.. 91 ألف زائر لمعرض القاهرة الدولى للكتاب
- انخفاض لمستوى جديد.. الصحة تعلن بيان كورونا ليوم الأربعاء
- ”الغيطي“ يرصد حالة فريدة.. طفل مصري يُعالج بأغلي حقنة في العالم
"صفارة حادة عالية وصوت يحذر، اخرجوا جميعًا من الماء فالسحب عالى.. الأطفال والكبار ينزلقون الى العمق رغمًا عنهم، فقط بأمر عطش البحر لشركاء فى الغضب.
"موجه"
كيف سأسمع واستمتع بأم كلثوم وهى تغنى.."الموجه بتجرى ورا الموجه عايزة تطولها، تضمها وتشتكى حالها من بعد ما طال السفر"، وكل موجه تخبط من سبقتها من ظهرها فتوقعها أرضًا.
ما هذا أريد أن أسرح مع الكلمات "جه النسيم قرب بينها، وكل موجه فى أحضانها حبيب بعيد قرب منها".
كيف يمكن تخيل الصورة والموج أمامى كزوجة وصل بها زوجها لأن تحدف أغراضه من النافذة.
وشاعرنا أحمد رامى يستطرد ويسطر دون التفات لواقع، "والفرحه تمت للاحباب والموج شبع من حبيبه".
وفاكر لما كنت جنبى.
"هروب"
هربت من عنفوان البحر وقسوته، ولجأت للماء العذب، حمام السباحة، ما أجمل أن يصفو ما أمامك فتراه من سطحه حتى القاع، لا شيئ يحتاج للتخفى أو تصدمك حقيقته.
وهذه الجميلة الأنيقة لفتت اليها الأنظار حتى سمعت الجالسة بجانبى تعلق، يا رايقه، ولم تكمل الكلمة حتى ظهرت للأم الشابة ابنه معاقة، ليت الناس يتركون غيرهم فى حالهم، ربما هى تخفى تعاستها بألوان فستان.
وهذه طفلة أخرى كلما طلبت ثمرة فاكهة أو أرادت قضاء حاجتها حملها الأب بسرعة وجرى على "الشاليه"، كررها بشكل ملحوظ مع التأخر فى العودة، يؤثرنى هذا النوع من الازواج يحمل عن زوجته بعض العبء لترتاح، فتريحه، الا انه حين سألت الزوجه لماذا تتأخر، نطقت الصغيرة، طنط ليلى بتفتح الباب وتقف تتكلم مع بابا على السلم.
"ماضى"
من تلك الشرفة المطلة على حمام السباحة وقفت إمرأه تصرخ فى زوجها، تهددنى اما اجمع شعرى للخلف أو لا أخرج من البيت، رغما عنى امعنت النظر الست لاتقل عن سبعين عامًا وأكاد أعد الشعر الموجود على رأسها.
وهى تكمل، أنا من اشتريت المكان وتحرم أمى من أن تأتى إليه لزيارتى، واتعجب أكثر هل مازالت أمها على قيد الحياة وتستطرد، أعود اليك من عيادة الطبيب باكيه بعد أن اخبرنى انه انزلاق غضروفى وساجرى عملية جراحية وبدلًا من مواساة تقول فى مثل سنك اصابهم الشلل، انا عندى ثلاثين سنة.
وعند هذه الجملة فهمت انها تجتر وتخرج ماكان وما فعله بها من حوالى نصف قرن من الزمان تحكيه وكأنه اليوم وهو جالس امامها يسند الخد باليد، ربما كانت ستؤنس وحشته يعيشا معا حكايات سمر ويسترجعا الذكريات، تخرج الابنه وفرح الابن، لو كان قدم لها المعاملة الطيبة أو حتى جنبها السيئ، وتركها تعيش فى سلام.
"حلو"
أروع المشاهد التى تستوقفنى حين أمر بها، زوجان مسنان، يستندان لبعضهما، يمسك بيدها ليعبرا معًا الطريق أو أراهما جالسان وسط حديقه تسلمه بعضًا من طعام، ضعف نظرة أو ذهب سمعها، كل يكمل الأخر بالرفق واللين والرحمة.
النهايات دوما جنى لثمر البدايات.
"حزن"
أحزننتى السيدة التى ظلت تكمل ما حدث بالفعل، فدخلت غرفتى ذات الجدار الزجاجى وأغلقت الستائر، واحسست بحركة غريبة فى المكان، الحرس يجرى ويصعد سلالم، إمرأه تهدد بالقاء نفسها، والزوج يحاول الامساك بها، ماذا فعل او لم يفعل، الامن تدخل وتم اخلاء الغرفه من زوجين بملامح شرق اسيويه.
أنا والأحفاد والشنطة فى السيارة، والزعلان يخليه فى بيته.