محمود حسن يكتب : انس + انس = انسان
لقد خلق الله تعالى آدم ليكون أول البشر ‘ خلقة بيديه من الطين بمراحله ثم نفخ فيه من روحه ‘ ثم استخرج منه حواء لتكون له زوجا ثم أودعهما جنة على الأرض وليس جنة الخلد وإنما هي مكان من إختيار الله الخلاق العظيم تشبه الجنة لما حباها الله من نعم وأطلق لهم سبحانه وتعالى فيها حرية التجول والمأكل والمشرب إلا شجرة واحدة محظور الإقتراب والأكل منها فما لبث أن أكل منها بإيعاذ من إبليس الرجيم ونسي أنه العدو الأول وأنه توعده بالإغواء والتضليل
فكان العقاب من الله بخروجهما من تلك الجنة واعتمدا على أنفسهم في جلب الطعام والشراب فبدت لهما سوءاتهما حينما جائتهم الرغبة في قضاء الحاجة أو إخراج الفضلات ‘ بعدما كانا يطعمهما الله على قدر حاجة الجسم بلا إخراج كحال الجنين داخل الرحم . وكرسالة تفيد بأن الطاعة توجب الراحة والعصيان يوجب الشقاء ‘
وحينما نتأمل قصة مبدأ الخلق البشري نستنبط الكثير بما ينير العقل ويبين مراد الله تعالى من خلقه كما يوضح جليا علاقة الرجل بالمرأة والتي لطالما أختلف فيها الكثيرين وأساءؤا فهمها فنتج عن ذلك خلاف وإختلاف ونزاع وصراع ‘
فحينما أراد الله عز وجل خلق البشر على الأرض قالها سبحانه بقرار مباشر " إني جاعل في الأرض خليفة " ولم يقل في الجنة فهذا يعني أن البقعة التي سكنها آدم ليست جنة الخلد التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ‘ وقد أطلق القرآن الكريم لفظ الجنة على كثير من الحدائق الأرضية ‘
حينذ إنزعجت الملائكة من القرار الإلهي بخلق البشر على الأرض قائلين " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " وهذا يحمل معان كثيرة
اولها ان الأرض شهدت تجربة سابقة من الخلق المخير او ما يشبه البشر وأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء ووكل الجن بالقضاء عليهم ‘
ثانيا ان الملائكة خلق مسير معصوم لا يعرف ثقافة العصيان " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
ثالثا أن الإنسان مخلوق مخير يملك إتخاذ القرار " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
إذن فهناك حكمة بالغة وراء قرار إيجاد البشر على الأرض يكمن في قوله سبحانه ردا على الملائكة " قال إني أعلم ما لا تعلمون "
فحينما قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " لم يكن يقصد سبحانه تلك العبادة التكوينية التي هي كعبادة الملائكة والتي لا يستطيعون التوقف عنها أو التباطئ فيها لأنهم لا يملكون الإرادة أو الإختيار ‘
وإنما عز وجل اراد أن يخلق خلقا من نوع آخر يعبد الله بمحض ارادته ‘ يقبل على الله بحب ورغبة وهو يملك فعل العكس ‘
إذن سر خلق الإنسان هو الحب وهو مراد الله من خلقه ‘
وبين لنا سبحانه المعنى الحقيقي للحب والذي غفل عنه الإنسان وضيع جوهره السامي فتفرقت به السبل وضل عن سواء السبيل ‘
وبدأ بنفسه فأحبنا سبحانه حبا حقيقيا حبا بلا مقابل ‘ وماذا عساه يريد مقابلا لهذا الحب من الإنسان وهو الملك القهار ‘ لم يطلب مقابل للحب سوى الحب ‘ حتى العبادات التى فرضتها الرسالات السماوية ما هي إلا تعبيرا عن الحب لانه سبحانه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية ‘
فبئس الإنسان الذي يطلب للحب مقابل مهما كان ‘
وضربت في ذلك السيدة رابعة العدوية أعظم مثل في معنى الحب الحقيقي الحب المنزه عن الثمن لأنها أدركت المعنى الحقيقي للحب ‘ فقالت إن كنت أحبك طمعا في جنتك فاحرمني منها وإن كنت أحبك خوفا من نارك فاحرقني فيها وإن كنت أحبك لذاتك فلا تحرمني من النظر إلى وجهك الكريم ‘ وقالت
أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
واما الذي أنت أهل له فكشفك للحجبة حتى أراك
فلا الحمد لي في ذا ولا ذاك لي . ولكن لك الحمد في ذا وذاك
ومن هنا نستطيع ان نعرف طبيعة العلاقة ما بين الرجل والمرأة وهل هما مفرد أم مثنى ؟
واقع قصة بداية الخلق يؤكد أنهما مفرد فالرجل والمرأة شخص واحد بطبيعة الحال الأول ‘ لأن الله تعالى لم يخلق آدم من قطعة طين ثم خلق حواء من قطعة طين أخرى
وإنما خلقهما من نفس واحدة فهي قطعة منه لا يستطيع أحدهما العيش الطبيعي دون الآخر ولا تعمل خلايا وملكات أحدهما بكفاءة دون وجود الآخر فهما جزءا لا يتجزء مكملان ومتممان لبعضهما بشرط أن يعثر أحدهما على القطعة المفقودة منه ‘ أن يجد النصف الآخر الحقيقي الذي لا يتنافر مع تكوينه الجسدي والروحي ‘
ولأن الله هو خالقه فهو سبحانه وتعالى من يعرف طرق العثور على النصف الآخر والتي بينها سبحانه في منهج التعارف والإختيار
بذا فكلمة إنسان لا تعني شخصا واحدا
وإنما تعني الرجل والمرأة معا بإعتبارهما كيان واحد فهي فمثنى كلمة إنس إنسان
إنس + إنس = إنسان
⇧
فكان العقاب من الله بخروجهما من تلك الجنة واعتمدا على أنفسهم في جلب الطعام والشراب فبدت لهما سوءاتهما حينما جائتهم الرغبة في قضاء الحاجة أو إخراج الفضلات ‘ بعدما كانا يطعمهما الله على قدر حاجة الجسم بلا إخراج كحال الجنين داخل الرحم . وكرسالة تفيد بأن الطاعة توجب الراحة والعصيان يوجب الشقاء ‘
وحينما نتأمل قصة مبدأ الخلق البشري نستنبط الكثير بما ينير العقل ويبين مراد الله تعالى من خلقه كما يوضح جليا علاقة الرجل بالمرأة والتي لطالما أختلف فيها الكثيرين وأساءؤا فهمها فنتج عن ذلك خلاف وإختلاف ونزاع وصراع ‘
فحينما أراد الله عز وجل خلق البشر على الأرض قالها سبحانه بقرار مباشر " إني جاعل في الأرض خليفة " ولم يقل في الجنة فهذا يعني أن البقعة التي سكنها آدم ليست جنة الخلد التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ‘ وقد أطلق القرآن الكريم لفظ الجنة على كثير من الحدائق الأرضية ‘
حينذ إنزعجت الملائكة من القرار الإلهي بخلق البشر على الأرض قائلين " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " وهذا يحمل معان كثيرة
اولها ان الأرض شهدت تجربة سابقة من الخلق المخير او ما يشبه البشر وأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء ووكل الجن بالقضاء عليهم ‘
ثانيا ان الملائكة خلق مسير معصوم لا يعرف ثقافة العصيان " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
ثالثا أن الإنسان مخلوق مخير يملك إتخاذ القرار " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
إذن فهناك حكمة بالغة وراء قرار إيجاد البشر على الأرض يكمن في قوله سبحانه ردا على الملائكة " قال إني أعلم ما لا تعلمون "
فحينما قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " لم يكن يقصد سبحانه تلك العبادة التكوينية التي هي كعبادة الملائكة والتي لا يستطيعون التوقف عنها أو التباطئ فيها لأنهم لا يملكون الإرادة أو الإختيار ‘
وإنما عز وجل اراد أن يخلق خلقا من نوع آخر يعبد الله بمحض ارادته ‘ يقبل على الله بحب ورغبة وهو يملك فعل العكس ‘
إذن سر خلق الإنسان هو الحب وهو مراد الله من خلقه ‘
وبين لنا سبحانه المعنى الحقيقي للحب والذي غفل عنه الإنسان وضيع جوهره السامي فتفرقت به السبل وضل عن سواء السبيل ‘
وبدأ بنفسه فأحبنا سبحانه حبا حقيقيا حبا بلا مقابل ‘ وماذا عساه يريد مقابلا لهذا الحب من الإنسان وهو الملك القهار ‘ لم يطلب مقابل للحب سوى الحب ‘ حتى العبادات التى فرضتها الرسالات السماوية ما هي إلا تعبيرا عن الحب لانه سبحانه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية ‘
فبئس الإنسان الذي يطلب للحب مقابل مهما كان ‘
وضربت في ذلك السيدة رابعة العدوية أعظم مثل في معنى الحب الحقيقي الحب المنزه عن الثمن لأنها أدركت المعنى الحقيقي للحب ‘ فقالت إن كنت أحبك طمعا في جنتك فاحرمني منها وإن كنت أحبك خوفا من نارك فاحرقني فيها وإن كنت أحبك لذاتك فلا تحرمني من النظر إلى وجهك الكريم ‘ وقالت
أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
واما الذي أنت أهل له فكشفك للحجبة حتى أراك
فلا الحمد لي في ذا ولا ذاك لي . ولكن لك الحمد في ذا وذاك
ومن هنا نستطيع ان نعرف طبيعة العلاقة ما بين الرجل والمرأة وهل هما مفرد أم مثنى ؟
واقع قصة بداية الخلق يؤكد أنهما مفرد فالرجل والمرأة شخص واحد بطبيعة الحال الأول ‘ لأن الله تعالى لم يخلق آدم من قطعة طين ثم خلق حواء من قطعة طين أخرى
وإنما خلقهما من نفس واحدة فهي قطعة منه لا يستطيع أحدهما العيش الطبيعي دون الآخر ولا تعمل خلايا وملكات أحدهما بكفاءة دون وجود الآخر فهما جزءا لا يتجزء مكملان ومتممان لبعضهما بشرط أن يعثر أحدهما على القطعة المفقودة منه ‘ أن يجد النصف الآخر الحقيقي الذي لا يتنافر مع تكوينه الجسدي والروحي ‘
ولأن الله هو خالقه فهو سبحانه وتعالى من يعرف طرق العثور على النصف الآخر والتي بينها سبحانه في منهج التعارف والإختيار
بذا فكلمة إنسان لا تعني شخصا واحدا
وإنما تعني الرجل والمرأة معا بإعتبارهما كيان واحد فهي فمثنى كلمة إنس إنسان
إنس + إنس = إنسان