ممرضة مصرية تتحدى الاعتداء، صرخة ضد العنف في قلب المستشفى


في واقعة صادمة هزت أروقة إحدى المستشفيات الخاصة، روت الممرضة مي أحمد تفاصيل تعرضها لاعتداء وحشي أثناء أداء واجبها الإنساني، والحادث، الذي وقع ظهر الأحد 20 أبريل 2025، في تمام الساعة الواحدة، تجسد في هجوم عنيف شنه شقيق إحدى المريضات داخل غرفة قسم الأشعة، مخلفًا جروحًا وكدمات، وصدمة نفسية عميقة.
بدأت القصة عندما هرعت مي لتلبية استغاثة مريضة محجوزة لإجراء أشعة بالصبغة، بعد أن رن جرس الغرفة طلبًا للمساعدة، بينما كانت زميلتها منشغلة بمريض آخر، تقدمت مي بسرعة للاستجابة، وعندما سألت المريضة بهدوء عن حاجتها، ردت الأخيرة متسائلة عن الصبغة، وأوضحت مي أنها ستبلغ الممرضة المسؤولة، لكن المفاجأة كانت بانتصاب شقيق المريضة أمام الباب، مانعًا إياها من الخروج وهو يهدد بنظرات مخيفة: "لن تخرجي حتى أعرف أين الصبغة!".
تفاقم الموقف سريعًا، حيث تحولت المواجهة إلى اعتداء جسدي. رفع الشاب كرسيًا متحركًا، وانهال به على مي، مصحوبًا بسيل من الشتائم، وظلت الممرضة تصرخ طالبة النجدة حتى تدخل زملاؤها وفريق الأمن، وتمكنوا من إخراجها من الغرفة، ونُقلت مي على الفور إلى قسم الطوارئ، حيث أجريت لها أشعة ووثّقت إصاباتها في تقرير طبي، وفي غضون ذلك، استدعيت الشرطة، وحُرر محضر بالواقعة، ليُقتاد المعتدي إلى قسم الشرطة، حيث قضى ليلته في الحجز قبل عرضه على النيابة صباح الإثنين.
على الرغم من الضغوط المتكررة من أسرة المعتدي لإقناع مي بالتنازل عن القضية بحجة "إنقاذ مستقبله"، أبدت الممرضة صلابة لا تتزعزع، وكتبت عبر صفحتها على فيسبوك: "تعرضت للضرب والإهانة في مكان عملي، ولن أفرط في كرامتي أو حقي، وسأتابع هذه القضية حتى ينال المعتدي جزاءه، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الكوادر الطبية"، واختتمت مناشدة نقابة التمريض بالوقوف إلى جانب أعضائها، وحمايتهم من الاعتداءات المتزايدة التي باتت تُرتكب "بوقاحة غير مسبوقة".