الفيوم تنهض من جديد.. أدباء المحافظة يحيون مؤتمرهم الأدبي بعد 30 عامًا بجهود ذاتية


في خطوة فارقة تعكس إصرار الأدباء على استعادة دور الفيوم الثقافي، أعلن مثقفو المحافظة عن انطلاق النسخة الجديدة من "مؤتمر الفيوم الأدبي" بتمويل ذاتي، احتفالًا بمرور ثلاثين عامًا على النسخة الأولى التي أقيمت عام 1995، وذلك ضمن مبادرات "الفيوم تنهض من جديد" التي أطلقها الشاعر أشرف أبوجليل نهاية العام الماضي.
ويعد هذا الحدث أحد أبرز الفعاليات التي تستهدف إحياء المشهد الأدبي في الفيوم عبر "مؤسسة زهور الفيوم"، التي ترعى تنظيم المؤتمر. وقد اختير الشاعر رمضان إبراهيم رئيسًا للمؤتمر، باعتباره أكبر الأدباء سنًا، بينما تولى الشاعر الشاب أحمد فيصل، ذو العشرين عامًا، منصب الأمين العام، في مبادرة تمزج بين تكريم الرواد وتمكين الشباب.
وقد تقرر أن تحمل كل دورة من دورات المؤتمر اسمًا من رموز الثقافة الراحلين، وتحمل هذه النسخة اسم الشاعر الرائد محمد كامل أمين (ابن حنظل)، مؤسس جريدة "المجتمع" وأحد أعمدة المشهد الثقافي الفيومي منتصف القرن الماضي.
اقرأ أيضاً
دراسات نقدية شاملة وتحكيم علمي موسع
أكد الأمين العام أحمد فيصل أن لجنة الأبحاث جمعت 57 عملًا مطبوعًا لأدباء الفيوم، ستخضع لدراسة وتقييم من قبل 23 ناقدًا من كبار نقاد مصر، موزعين على محاور الشعر، والسرد، والمسرح، والنقد الثقافي.
تُفتتح الجلسات بندوة عن "المهاد الثقافي للفيوم في مطلع القرن العشرين"، يديرها الكاتب الصحفي نبيل حنظل، ويشارك فيها نخبة من الباحثين منهم عزت زين، إبراهيم مسيحة، وأيمن رحيم، ومارينا إبراهيم.
السرد والشعر في قلب المؤتمر
خصص المؤتمر محورًا لمناقشة أعمال 26 قاصًا وروائيًا من أبناء المحافظة، بإشراف الدكتورة غادة دكروري، ويشارك فيه عدد من النقاد مثل الدكتور سعيد شوقي والدكتور منير فوزي وغيرهم، لمناقشة أعمال أدباء بارزين مثل عويس معوض، عادل الجمال، إسلام مجدي، مريم حنا، حمدي أبوجليل، وغيرهم.
أما في محور الشعر، فتُناقش 26 ديوانًا تغطي مختلف أشكال الشعر: الفصحى، العامية، وشعر البادية، في ثلاث جلسات متخصصة بمشاركة نقاد مثل الدكتور محمد السيد إسماعيل والدكتور السيد أبو شنب والدكتور محمود عبد الغفار، وغيرهم.
تكريم الرواد والاحتفاء بالمبدعين
أعلنت الأمانة العامة عن تكريم 17 شخصية فيومية من الراحلين والأحياء الذين أثروا المشهد الثقافي، من بينهم الكاتب صلاح حافظ، والفنان صلاح عبد الكريم، والمفكر د. محمد طه عليوة، والروائي حسين عبد العليم، والإعلامي عبد الحكيم اللواج.
موائد نقاش مستديرة لمواجهة التحديات الثقافية
يعقد المؤتمر خمس موائد مستديرة لطرح رؤى نقدية وتوصيات حول قضايا الفكر والمسرح والحركة الأدبية والإعلام والثقافة الجامعية. يشارك فيها برلمانيون، إعلاميون، أساتذة جامعات، رؤساء أندية الأدب، ونخبة من المثقفين.
أمسيات أدبية وعروض مسرحية واحتفاء بالتراث
تشهد فعاليات المؤتمر ثلاث أمسيات أدبية تضم نحو 50 أديبًا لم تُدرَس أعمالهم، إلى جانب معرض للصور التاريخية عن الفيوم، يشرف عليه الإعلامي سيد الليموني، وعرض مسرحي بعنوان "طرح السواقي" من تأليف مجدي مرعي.
وأكد الكاتب المسرحي علاء عبد القوي، أمين مؤسسة زهور الفيوم، أن المؤسسة نسقت مع محافظ الفيوم في إطار شراكة بين المجتمع المدني والدولة، حيث لاقت المبادرة دعمًا كبيرًا من الجهات التنفيذية بالمحافظة.
كما أشارت منى عبد العليم، عضو الأمانة، إلى أهمية المؤتمر في ظل الجوائز الأدبية التي أطلقها أدباء الفيوم مؤخرًا لدعم المواهب الشابة، والتي بلغت قيمتها 100 ألف جنيه.
مؤتمر الفيوم الأدبي في نسخته المجددة، لا يكتفي بإحياء التقاليد الثقافية، بل يطرح نموذجًا طموحًا للتنمية الثقافية الذاتية، ويؤسس لمنصة أدبية حقيقية تستوعب الماضي وتبني المستقبل.