وفاة مفاجئة لمدير إدارة الباجور التعليمية خلال زيارة وزير التعليم تُثير التساؤلات.. وهذا آخر ما دار بينهما

في مشهد مؤثر طغت عليه مشاعر الحزن، فارق الحياة صباح اليوم الاثنين الأستاذ أسامة البسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، إثر أزمة قلبية مفاجئة، خلال زيارة ميدانية لـ وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبداللطيف لعدد من مدارس الإدارة.

تفاصيل اللحظات الأخيرة
ووفقًا لما أكدته مصادر بوزارة التربية والتعليم، فقد تعرض الفقيد لإغماء مفاجئ أثناء تواجده أمام مدرسة "المؤسسة بنون"، وسرعان ما تم استدعاء سيارة إسعاف ونقله إلى مستشفى الباجور التخصصي، حيث بذل الأطباء محاولات مستميتة لإنعاشه، إلا أن الأزمة القلبية الحادة كانت أسرع، وأُعلن عن وفاته نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب.

شائعات وتعليقات رسمية
وفاة البسيوني، التي تزامنت مع زيارة الوزير المفاجئة للمدارس، أثارت العديد من التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول ما إذا كانت هناك مشادة أو توبيخ من الوزير أدى إلى تدهور حالته الصحية.

لكن مصدرًا رسميًا بوزارة التربية والتعليم نفى تلك الشائعات تمامًا، مؤكدًا أن الوزير كان يشيد بأداء مدارس الإدارة، بل ودعا مديرها الراحل للحضور إلى مكتبه بالعاصمة الإدارية... لتكريمه.

ردود الأفعال ورسائل النعي
نعى المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، الفقيد بكلمات مؤثرة، مشيدًا بما قدمه من جهد والتزام، مؤكدًا أن ما شهدوه خلال الزيارة يعكس إدارته الواعية وحرصه على الانضباط والتنظيم داخل المدارس.

كما تقدم اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، بخالص العزاء في وفاة البسيوني، مشيرًا إلى أنه كان نموذجًا يحتذى به في الإخلاص والتفاني في العمل، وأن المحافظة فقدت أحد أعمدتها التعليمية.

ونعت مديرية التربية والتعليم بالمنوفية الفقيد، مؤكدة أن وفاته جاءت نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية، ناتج عن أزمة قلبية مفاجئة خلال أداء عمله.

جولة الوزير: إشادة بالأداء وتفاعل طلابي ملحوظ
تأتي هذه الأحداث في إطار جولة تفقدية مفاجئة أجراها الدكتور محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، بعدد من مدارس إدارة الباجور التعليمية، برفقة مساعده للتخطيط الاستراتيجي، الدكتور أحمد المحمدي.

وشملت الجولة زيارات ميدانية مكثفة لمتابعة سير العملية التعليمية داخل الفصول الدراسية، والاطلاع على كراسات الواجبات، وسجلات الحضور والانضباط.

أشاد الوزير بنسبة الحضور المرتفعة، ومستوى الالتزام بالتعليمات الوزارية، وأجرى حوارات مباشرة مع المعلمين وأولياء الأمور والطلاب، الذين عبّروا عن ارتياحهم للمنظومة التعليمية هذا العام.

لفتة إنسانية في ختام الزيارة
في ختام الجولة، التقى الوزير بطالب متفوق يُدعى أحمد مصطفى محمود، الحاصل على المركز الأول على مستوى المدرسة، والذي طلب التقاط صورة تذكارية مع الوزير.

استجاب الوزير للطلب، مثنيًا على تفوق الطالب، في لفتة إنسانية رسمت ابتسامة وسط أجواء حزينة.

وداعًا للمخلصين
رحل أسامة البسيوني وهو في قلب الميدان، يؤدي عمله بكل تفانٍ.

وتبقى وفاته المفاجئة رسالة مؤثرة عن حجم الضغوط التي يتحملها القائمون على العملية التعليمية، لكنها أيضًا شهادة على الإخلاص حتى اللحظة الأخيرة.