ثورة طبية بحجم حبة أرز.. أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب يذوب بعد إنقاذ حياة الأطفال


في إنجاز طبي غير مسبوق، أعلن علماء من جامعة "نورث وسترن" الأمريكية عن ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم، بحجم لا يتجاوز حبة الأرز، مصمم خصيصًا لمساعدة الأطفال حديثي الولادة المصابين بعيوب خلقية في القلب.
هذا الابتكار فائق الدقة يُعدّ تحولاً نوعيًا في عالم طب القلب، خاصة للأطفال الذين تحتاج قلوبهم الصغيرة إلى عناية فائقة ودقيقة بعد العمليات الجراحية.
الجهاز الجديد، الذي يبلغ طوله 3.5 ملم، وعرضه 1.8 ملم، وسُمكه لا يتجاوز المليمتر الواحد، يتم إدخاله إلى الجسم عن طريق حقنة بسيطة دون الحاجة إلى جراحة معقدة، ويتميز بقدرته على الذوبان التلقائي في سوائل الجسم بعد انتهاء مهمته، ما يُغني عن العمليات الجراحية لإزالته ويقلل من المضاعفات المحتملة.
اقرأ أيضاً
الضوء الاصطناعي أثناء النوم.. التأثيرات السلبية على صحة القلب والتمثيل الغذائي
الهلال الأحمر الفلسطيني: إيقاف العمليات الجراحية في غزة ونفاد الوقود اليوم بمستشفى القدس
انهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية بالمجان..مبادرة رئاسية للتخفيف عن كاهل المريض
دراسة أمريكية: شرب القهوة يقلل من عدم انتظام ضربات القلب بنسبة 3% للنساء
آلية العمل المبتكرة
يعتمد الجهاز على نظام ذكي يربطه بجهاز خارجي لاسلكي، مرن، وقابل للارتداء يتم تثبيته على صدر المريض. وعند اكتشاف اضطراب في نبض القلب، يرسل هذا الجهاز الخارجي إشارة ضوئية تُفعّل جهاز تنظيم ضربات القلب داخليًا، مما يسمح بتنظيم الإيقاع القلبي بدقة عبر الجلد وعظام الصدر والأنسجة.
حل مؤقت، وذوبان طبيعي
أوضح العلماء أن الجهاز مُصمم ليكون حلاً مؤقتًا فقط، إذ أن الأطفال بعد العمليات الجراحية غالبًا ما يحتاجون إلى دعم في تنظيم نبضات القلب لمدة لا تتجاوز أسبوعًا. وبمجرد انتهاء تلك الفترة، يبدأ الجهاز بالذوبان تدريجيًا دون ترك أي أثر، بفضل المواد الحيوية المتوافقة التي يتكون منها، مما يلغي الحاجة للتدخل الجراحي مرة أخرى.
نتائج واعدة واختبارات ناجحة
الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" العالمية أظهرت نجاح الجهاز في اختبارات أجريت على نماذج حيوانية متعددة، بالإضافة إلى تجارب على قلوب بشرية مأخوذة من متبرعين. وأكد الدكتور جون روجرز، قائد الفريق البحثي، أن هذا الابتكار هو "أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم على حد علمنا"، مضيفًا أن تصغير الحجم لم يؤثر على كفاءة الأداء، بل جعله أكثر ملاءمة للمرضى الصغار.
احتياج عالمي وحل ثوري
بحسب الإحصاءات، يولد نحو 1% من الأطفال حول العالم بعيوب خلقية في القلب، سواء في البلدان الغنية أو ذات الموارد المحدودة، وهو ما يجعل هذا الابتكار أملًا كبيرًا لعائلات كثيرة. وأكد الدكتور رافائيل، أحد المشاركين في البحث، أن "الحاجة لأجهزة تنظيم ضربات القلب المؤقتة شديدة في جراحات قلب الأطفال، وكلما كان الجهاز أصغر، كانت النتائج أفضل".
الجهاز لا يمثل فقط إنقاذًا لحياة الأطفال، بل يقدم كذلك نموذجًا لما يمكن أن تفعله التكنولوجيا الطبية الدقيقة في المستقبل القريب.