الاعتكاف في العشر الأواخر، روحانية السنة وسكينة القلب


أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الاعتكاف خلال الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان يُعد من أسمى العبادات التي تُجسد الاقتداء بسنة النبي الكريم ﷺ، إذ ينسحب فيها المسلم طواعية من ضجيج الدنيا، ليغمر نفسه في طاعة الله، ما بين صلاة وذكر وتلاوة لآيات الذكر الحكيم.
وخلال تصريحات تليفزيونية لها اليوم الثلاثاء، أوضحت أن الاعتكاف ليس فريضة، بل سُنة مؤكدة عن رسول الله، وهو متاح للرجل والمرأة على حد سواء، واستشهدت بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي روت أن النبي ﷺ داوم على الاعتكاف حتى لحق بالرفيق الأعلى، ثم واصلت زوجاته من بعده هذه السنة المباركة.
وأشارت إلى أن الأصل في الاعتكاف أن يكون داخل المسجد، غير أن بعض العلماء أفتوا بجواز اعتكاف المرأة في "ركن صلاتها" بالمنزل، أي المكان الذي اعتادت أداء صلواتها فيه، بشرط ألا يتعارض ذلك مع مسؤولياتها الأسرية أو يخل بها.
كما نبهت إلى الأمور التي تُبطل الاعتكاف، والتي تشمل الحيض، والنفاس، والجماع، وفسخ نية الاعتكاف، وكذلك الخروج من موضع الاعتكاف دون عذر قهري.
وختمت بتوجيه رسالة طمأنة لكل امرأة تقوم على رعاية بيتها وأبنائها، مؤكدة أن انشغالها بواجباتها لا يحرمها من الأجر، إذ يمكنها نيل فضل الاعتكاف بنية صادقة، حتى ولو لبرهة قصيرة، مضيفة: "نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويجعل لنا من هذا الشهر نورًا ورحمة ومغفرة".