بعد انتظار دام 80 عامًا.. وفاة مسنّة ظلّت مخلصة لزوجها المفقود حتى آخر لحظات حياتها


بعد أكثر من ثمانية عقود من الانتظار، فارقت الصينية "دو هوتشن" الحياة عن عمر يناهز 103 أعوام، وهي لا تزال تحمل في قلبها الأمل بعودة زوجها الذي اختفى منذ الحرب.
توفيت دو في منزلها بمقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين، في 8 مارس الجاري، وسط مشاعر مختلطة من الحزن والإعجاب بقصة وفائها الطويلة.
زوجة مخلصة وحب لا يموت
اقرأ أيضاً
لفتة إنسانية.. الشرطة تستجيب لمسنة تستغيث وتنقلها إلى مستشفى بالإسكندرية
لفتة إنسانية.. محافظ المنيا يستجيب لمسنة بعد 45 سنة معاناة
دماء علي الأسفلت.. إصابة مسنة وحفيدتها إثر وقوع حادث تصادم بقنا
الإسكندرية.. نجاح عملية استئصال ورم سرطانى بالجفن لمسنة بمستشفى الرمد العام
حادث مأساوي.. مصرع مسنة صدمها عجل هائج في بني سويف
قرار قضائي عاجل بشأن مسنة النهضة المتهمة بالاتجار في المواد المخدرة
هل السفر إلى الصين آمن وسط تزايد حالات فيروس HMPV ؟.. اعرف الحقيقة
أمن الجيزة ينجح في ضبط قاتل سيدة مسنة فى بولاق الدكرور
مشهد إنساني.. محافظ الغربية يرسم البسمة على وجه سيدة مسنة بهدية
بعثة سيدات طائرة الزمالك تطير إلى الصين للمشاركة فى بطولة العالم
الأمن يفحص بلاغات التغيب لكشف هوية سيدة عثر على جثتها بنهر النيل
قرار قضائي عاجل بشأن محاكمة محصل غاز بتهمة قتل مسنة فى الغربية
بدأت القصة عام 1940، حين تزوجت دو من "هوانغ جونفو"، الذي كان يصغرها بثلاثة أعوام، لكن سعادتهما لم تدم طويلًا، إذ التحق هوانغ بجيش الكومينتانغ بعد زواجهما بوقت قصير، وانطلق للقتال في جميع أنحاء البلاد.
في عام 1943، التقت دو بزوجها مرة أخيرة أثناء خدمته العسكرية، وحملت بابنهما "هوانغ فاشانغ"، الذي وُلد في يناير 1944.
وبعد أيام من ولادته، عاد هوانغ إلى المنزل لتوديع والدته المتوفاة، لكنه غادر مجددًا ولم يعد أبدًا.
رسالة أخيرة وأمل لم ينطفئ
على مدار السنوات، لم تتلق دو سوى عدد قليل من الرسائل من زوجها، كان آخرها في 15 يناير 1952، حيث كتب: "مهما كانت حالة الأسرة فقيرة، يجب أن يُولي فاشانغ أهمية للدراسة، وسيكون هناك وقت يجمعنا مجددًا.
أشارت الورقة إلى أنه كان يعمل حينها في شركة بناء صينية بماليزيا، لكن بعدها انقطعت أخباره تمامًا.
حياة من الانتظار والتضحيات
لم تستسلم دو لغياب زوجها، إذ كرّست حياتها لتربية ابنها، تعمل في الحقول نهارًا وتنسج الصنادل والقش ليلًا.
ورغم تلقيها عروض زواج عديدة، رفضت جميعها قائلة: "ماذا لو عاد يومًا ما؟"، محافظة على إخلاصها له حتى النهاية. كبر ابنها هوانغ فاشانغ ليصبح معلمًا في السبعينيات، لكنه توفي عام 2022، تاركًا وراءه أمًّا ظلّت تعيش على أمل اللقاء بزوجها المفقود.
رحلة بحث لم تكتمل
حاولت العائلة البحث عن هوانغ بطرق مختلفة، مثل نشر الإعلانات في الصحف والاستعانة بوكالات متخصصة، لكن دون جدوى. وأظهرت وثائق حكومية أن هوانغ استقر في ماليزيا عام 1950، ثم انتقل إلى سنغافورة لاحقًا، لكن أي معلومات إضافية عنه ظلت غامضة.
نهاية هادئة وأمل يتجدد
عند وفاتها، قالت حفيدتها هوانغ ليينغ إن جدتها بدت وكأنها رأت في رؤيا لقاءً أخيرًا يجمعها بزوجها.
وأكدت العائلة أنها ستواصل البحث عن هوانغ جونفو وأحفاده، وفاءً لوعد دو الذي دام أكثر من 80 عامًا.