بطرق مختلفة.. مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعزز دورها في دعم التمكين الثقافي للمرأة السعودية


تشغل المرأة مكانة خاصة في السعودية، وساهمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بشكل بارز في تعزيز دور المرأة السعودية وإبراز نشاطها الثقافي والاجتماعي، حيث شكّلت البرامج والأنشطة التي نظمتها على مدى العقود الأربعة الماضية منصة غنية لتسليط الضوء على إبداعات المرأة وتوثيق مساهماتها الأدبية والعلمية.
ويأتي هذا الدور الداعم تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتمكين المرأة في شتى المجالات.
وفي إطار ذلك، أولت المكتبة اهتمامًا خاصًا من خلال تنظيم لقاءات وندوات تركز على ثقافة وإبداع المرأة، بالإضافة إلى ورش عمل متنوعة تناولت مواضيع كالأدب، الفنون، التراث، الأشغال اليدوية، والفن التشكيلي، مما جعل المرأة السعودية عنصرًا أساسيًا في المشهد الثقافي والاجتماعي.
إسهامات أدبية ومؤلفات منهجية
اهتمت المكتبة بإبراز أعمال الكاتبات السعوديات من خلال نشر مؤلفاتهن المميزة في مجالات الأدب، الشعر، التاريخ، وعلم الاجتماع.
ومن أبرز الإصدارات ضمن برنامج النشر العلمي: كتاب "المتغيرات الاجتماعية المحددة لمستويات وأنماط الطموح الاجتماعي" للدكتورة أسماء التويجري، و"الملك عبدالعزيز واستراتيجية التعامل مع الأحداث: حالة جدة" للدكتورة دلال الحربي.
كما تضمنت قائمة الإصدارات كتبًا مثل "شعر الكتاب في القرن الرابع الهجري" و"عمل المرأة السعودية" للدكتورة وفيقة الدخيل، و"نحن نقرأ"، وهو عمل مشترك للدكتورات سارة العبدالكريم، منيرة السديري، ووفاء السبيل.
إلى جانب ذلك، تم نشر كتب علمية وثقافية مثل "الحياة العلمية في أفريقية في عصر بني زيري" للدكتورة لطيفة البسام، و"إدارة المعرفة وتقنياتها: الأسس والتطبيقات" للدكتورة فاتن بامفلح.
كما تضمنت المكتبة إصدارات للأطفال وقصصًا مصورة من إعداد مجموعة من الكاتبات السعوديات.
فعاليات ثقافية وتعليمية
شهدت المكتبة خلال السنوات الثلاث الأخيرة تنظيم أكثر من 100 فعالية موجهة للمرأة، تضمنت لقاءات ثقافية وندوات ناقشت قضايا متعددة.
ومن أبرز هذه الفعاليات مشاركة باحثات سعوديات تحدثن عن الأدب والنقد كما في مشاركة الدكتورة نورة القحطاني، أو موضوع المرأة السعودية والعمل الدبلوماسي الذي ناقشته نوال الراشد.
كما تم تنظيم ورش عمل مثل "مدخل إلى الكتابة الصحفية" التي قدمتها الدكتورة نور باجويبر، والتي ركزت على الإعلام المتخصص والإعلام الرقمي.
وعلى صعيد آخر، شاركت صاحبة السمو الأميرة الدكتورة دعاء بنت محمد في لقاء ثقافي تناول "دور المرأة في قيادة العمل الإنساني". كما شملت الفعاليات جلسات حول الثقافة الطبية، مثل ندوة "التطعيم بين الواقع والمفاهيم الخاطئة" التي ناقشها عدد من المتخصصات.
صالون أفق النسائي
يعد "صالون أفق النسائي"، الذي انطلق في فبراير 2022، إضافة نوعية للمشهد الثقافي النسائي في المملكة. ركز الصالون على تناول قضايا المرأة من خلال جلسات نقاشية ثرية وبرامج متنوعة تغطي مجالات الأدب والفكر والفنون.
ومن بين اللقاءات المميزة جلسة مع المصممة والباحثة منيرة الربيعة بعنوان "اللباس التقليدي للنساء في المملكة" والتي انعقدت بمناسبة يوم التأسيس.
كما نظم الصالون فعاليات مميزة مثل ورشة عمل بعنوان "صناعة السدو بين الماضي والحاضر" قدمتها الأستاذة فاطمة المطيري، ولقاء توعوي بعنوان "سدم.. وقصص نجاح" استضاف الدكتور سلوى الهزاع.
وتطرقت فعاليات أخرى إلى موضوعات متنوعة مثل رياضة اليوغا مع المدربة رنيم، والفنون التشكيلية في لقاء مع الفنانة لولوة الحمود.
ومن بين المشاركات البارزات في الصالون كانت المستشارة خلود الدخيل التي ناقشت الثقافة المالية وإدارة المال، والدكتورة وعد عارف التي تناولت الإعلام الدولي والصحافة التلفزيونية.
كما استضاف الصالون شخصيات بارزة من مختلف المجالات مثل المحامية غادة العيدي التي تحدثت عن حقوق المرأة، والمصممة أروى العماري التي ألقت الضوء على تطورات قطاع الأزياء.
من خلال هذه الجهود المتنوعة والمبادرات الريادية، قدمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة نموذجًا بارزًا لدعم المرأة السعودية وتعزيز