المكيدة الكبرى لإبليس،، كيف قاد الحسد إلى أول جريمة قتل في التاريخ؟

استعرضت الدكتورة نورهان الشيخ، الداعية الإسلامية، تفاصيل أول جريمة قتل عرفتها البشرية، مشيرة إلى أن إبليس لعب دورًا أساسيًا في تأجيج نار الغيرة والحسد بين أبناء آدم عليه السلام، مما أدى إلى وقوع هذه الجريمة المروعة.

وأوضحت الدكتورة نورهان الشيخ، خلال تصريحات تليفزيونية، أن القصة بدأت منذ اللحظة التي رفض فيها إبليس السجود لآدم، بعدما خلقه الله وأمر الملائكة بالسجود له تكريمًا، وبينما انصاعت الملائكة لأمر الله، تعالى إبليس وتكبر، فاستحق الطرد من رحمة الله، لكنه لم يندم أو يتوب، بل قرر أن ينتقم من آدم وذريته بشتى الطرق.

وأضافت الداعية الإسلامية أن أول فخ نصبه إبليس لآدم وحواء كان في الجنة، حيث أغراهما بالأكل من الشجرة المحرمة، مما أدى إلى نزولهما إلى الأرض، لكن، وفقًا لما أوضحه الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله، فإن الجنة التي خرج منها آدم لم تكن جنة الخُلد، بل كانت جنة من جنان الأرض، حيث بدأ حياته مع زوجته حواء، وتعلم مهارات العيش والزراعة، ورُزقا بأبناء وبنات، من بينهم قابيل وهابيل.

وتابعت الدكتورة نورهان الشيخ: "كان قابيل مزارعًا، بينما كان هابيل يعمل في رعي الأغنام، واحتدم بينهما خلاف حول الزواج، فأوحى الله إلى آدم عليه السلام أن يطلب منهما تقديم قربان، ومن يُقبل قربانه يكون الأحق"، وقدم هابيل أجود ما لديه من الأغنام، بينما قدم قابيل زرعًا رديئًا، فاختار الله قربان هابيل، مما أشعل نار الحقد في قلب قابيل، ودفعه إلى التفكير في التخلص من أخيه.

وأردفت الدكتورة نورهان الشيخ: "بدلًا من أن يتقبل قابيل درس الإخلاص في تقديم القربان، انقاد وراء وساوس إبليس، وقرر قتل أخيه، وهكذا، شهدت الأرض أول جريمة قتل في التاريخ، حيث أقدم الأخ على سفك دم أخيه بدافع الحسد، وبعدما أتم جريمته، شعر قابيل بندم عميق، لكنه لم يكن يعرف كيف يخفي جثة أخيه، وهنا، بعث الله غرابًا ليعلمه كيفية دفن الموتى، حيث رأى قابيل الغراب وهو يحفر الأرض ليدفن طائرًا آخر، فأدرك أن عليه أن يفعل الشيء نفسه، لكن الندم كان قد استولى على قلبه، وزاد إحساسه بالذنب والتعاسة.

واختتمت الدكتورة نورهان الشيخ حديثها بأن هذه القصة تعكس خطورة الغيرة والحسد إذا استسلم الإنسان لوساوس الشر، وكيف أن أول جريمة قتل في التاريخ كانت نتيجة مباشرة لمكيدة إبليس، الذي لا يزال يسعى لإضلال البشرية حتى يومنا هذا.