رامز جلال.. الفنان الذي غير قواعد فن المقالب


شهدت برامج المقالب والكاميرا الخفية في مصر تطورًا هائلًا، فانتقلت من مجرد مقالب بسيطة وعفوية إلى صناعة ترفيهية ضخمة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والإبهار البصري، وبينما كانت البداية مع فؤاد المهندس ثم إبراهيم نصر، انتقلت السيطرة اليوم إلى رامز جلال، الذي كان من أوائل من أدركوا هذا التحول واستغل إمكانيات العصر، فرفع مستوى برامج المقالب ليجمع بين الإثارة، التشويق، والكوميديا، مما جعل برنامجه عادة رمضانية ينتظرها الجمهور المصري والعربي.
يعد برنامج رامز جلال واحدًا من أشهر وأبرز البرامج التلفزيونية المثيرة للجدل في الوطن العربي منذ انطلاقه عام 2011، حيث بدأ بأسلوب يعتمد على الإثارة والرعب وقدم "رامز قلب الأسد" و"رامز ثعلب الصحراء"، حيث كانت الخدع وقتها بسيطة لكنها فعالة، ومع مرور السنوات، تطورت الفكرة لتشمل مؤثرات بصرية متقدمة كما ظهر في"رامز بيلعب بالنار" و"رامز تحت الأرض"، مما جعل برامجه أكثر إبهارًا، ثم بعد ذلك شهدت برامجه انتقالة نوعية مع تخصيص ميزانيات ضخمة لتصميم الخدع والمقالب، واستُخدمت فيها تقنيات عالية جعلت من المشاهد تجربة مليئة بالمفاجآت، خصوصًا مع استضافة نجوم عرب وعالميين، لذلك، لا يمكن اعتبار رامز جلال مجرد مقدم برامج عادي، فقد أثبت ذكاءه الإبداعي وأصبح رائدًا في تطوير هذه الصناعة من خلال مزج التكنولوجيا بالإثارة والكوميديا في قالب متفرد.
يُقال إن الفنان الناجح يكون دائمًا في مرمى الجدل والنقد، وهذا ما يحدث مع رامز جلال، حيث أصبحت برامجه محط أنظار الجمهور سنويًا، لكنها في الوقت نفسه تواجه انتقادات حادة لأسباب عديدة تفسر عند البعض بسبب المبالغة في التخويف والرعب، حيث تعتمد برامجه على إثارة الذعر في الضيوف من خلال مواقف خطيرة، مما دفع البعض لاتهامه بتجاوز حدود الترفيه إلى الترهيب، أيضا يرى البعض أن المقالب تتضمن استهزاء بالضيوف بدلًا من تقديم كوميديا بريئة، وأما السبب الأعظم الذي يتمثل في الشكوك حول فبركة المقالب،خاصة مع ردود فعل الضيوف التي تبدو أحيانًا غير طبيعية، مما يثير تساؤلات حول مدى حقيقة المقالب.
ورغم كل هذه الانتقادات، فإن نسب المشاهدة العالية والتفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن برامج رامز جلال تحقق نجاحًا لا يمكن إنكاره، فحتى مع الاعتراضات، يعود الجمهور لمشاهدتها كل عام، وهو ما يعد دليلًا على استمرارية تأثيره في عالم الترفيه.
نجح رامز جلال في ترسيخ اسمه كواحد من أهم مقدمي برامج المقالب في الوطن العربي، بفضل ذكائه الإبداعي وقدرته على تقديم محتوى غير مسبوق يستخدم فيه تقنيات عالية ومؤثرات متطورة، ومع أنه يواجه انتقادات سنوية، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يكون الأيقونة الرمضانية للمقالب، فهل سيواصل هذا النجاح في السنوات القادمة؟