الحسين عبدالرازق يكتب: كلمتين لمدرب الأهلي!
لو صحت التصريحات المنسوبة للمدير الفنى للأهلى عن حال الناس فى بلدنا، فهو مطالب بالاعتذار لأهل مصر وشعبها، غنيها وفقيرها. ما ذكره الأخ المدرب عن وطننا فى كلماته، أو شعبنا وسلوكياته، يصورنا للعالم"حتى وإن لم يقصد"وكأننا شعب جبلى، بدائى أو بدوى، لم يرَ الحداثة يومًا، أو لم يسمع عنها أبدًا!
الناس يجلسون فى صندوق السيارة الخلفى دون أن يزعجهم ذلك، حتى الشرطة لا تعترض! هذا ما نُسب لـ«الكابتن» أنه قاله، سواء على صفحته، أو فى صحيفة رياضية، كروية، عالمية، هي غالباً ألمانية، سيراها محبو الكرة بكل ما لها من تأثير، نظرًا لجمهورها الكبير! وهو ما قد يضر السياحة. وأنا بدورى أسأله، هل كل الناس فى بلدى «يُحشرون» فى الصناديق الخلفية للسيارات خلال تنقلاتهم اليومية ياحضرة المدرب؟ وهل شرطة المرور عندنا لا تؤدى عملها؟ ما الذى يدريك يا "كوتش" أن مَن شاهدتهم بالصندوق لم يكونوا حالة استثنائية، جماعة تعرضوا لموقف عارض خلال سيرهم، وقد يكون هذا هو ما دفعهم إلى الركوب معًا بهذه الطريقة، كان عليك يا ضيفنا أن تتحري الحقيقة، وما داموا غير منزعجين، فما الذى أزعجك أنت؟!
يقول "الكابتن" إنه رأى عائلات بأكملها على دراجة نارية خلف الأب، الأم وثلاثة أطفال بدون خوذات، ومع ذلك يبدو كل شىء طبيعى. أيضًا يا مدرب الكرة، ما دام كل شىء طبيعى، حضرتك متضايق ليه؟! وفيه بينك وبين شرطة المرور إيه؟! يُكمل المدير الفنى حديثه فيقول، فى أوروبا كل شىء منظم بشكل صارم، أما هنا فهناك مساحة أكبر للناس ليكونوا «كما هُم»! وأعود لأسأله من جديد، ما الذى تقصده جنابك بعبارة كما هُم؟! إن من تتحدث عنهم يا حضرة اللاعب السابق، والمدرب الحالي، أُناس محترمون، أصحاب حضارة عريقة تهابها الدنيا، فلا يصح أن تتحدث عنهم بهذه الطريقة، وإن كانوا قد ضايقوك بالتفافهم حولك عند خروجك إلى الشارع، أو نادى عليك بعضهم من النوافذ خلال عبورك للطريق، فلأنك مدرب الأهلى"أكبر أندية إفريقيا" وهم يعشقون الفريق، وإن كانوا، «حسب وصفك»، ينزلون من سياراتهم ويستوقفونك من أجل التقاط الصور معك، فهذا من كرمهم، ونبل أخلاقهم، وإكرامهم لضيوفهم، وهو أمر يُحسب لهم، أما عن اندهاشك من عدم انزعاج أحدهم أو اعتراضه على توقف الطريق أو انتظارهم فيه، فهذا أمر يخصنا، لا شأن لحضرتك بيه؟ هو فيه بينك وبين المرور إيه؟!
وبالنسبة لعدم اقتناء الناس قمصان أنديتهم، وتفضيلهم لشراء أطعمتهم نظرًا لظروفهم، فياريت تخليك فى حالك ولا شأن لك بهم، فى أوروبا «التى تحاول مقارتنا بها» كل واحد هناك فى حاله، ياريت تخليك فى حالك، الله يصلح حالنا وحالك.
حفظ الله بلدنا وأعان قائدنا ونصرنا.