سامح عسكر يكتب: لماذا تفشل النُظُم الدينية بالحكم
سؤال: لماذا تفشل النُظُم الدينية في الغالب بالحكم، وتضطر لتغيير جلدها لكي تعيش؟..ولنا في نموذج الجولاني دليل بمحاولات تغيير جلده ولو شكليا..
الإجابة باختصار: أن النُظُم الدينية الحاكمة مستبدة الطابع، حيث تفرض الولاء والطاعة للخليفة بالإكراه والجبر، هنا تتعطل ملكات الاختيار والإلهام عند الشعب، ويندفع للتأييد بدون فهم أو محاولة للفهم..
النتيجة شيوع سلطة الفرد الواحد الذي لو كان ملاكا أنزل من السماء سوف يخطئ في تقييم بعض المشاكل فضلا عن حلها فتتعقد الأوضاع وتتضخم الأزمات حتى تنتهي الدولة أو تتفكك..
ما بالك بأن حكام سوريا ليسوا حداثيين الطابع، والحكومة المؤقتة لا تمتلك خبرات الإدارة العصرية..وفي هذه الحالة ستتضخم مشكلات الواقع مع عجزهم عن فهم ما يحدث وتعصبهم لما يعتقدوه في خيالهم فيسقطون بسرعة في نظر الشعب أولا..
كافة تجارب الإسلاميين في السابق عانت من تلك المشكلة
طب إيه البديل؟
يمكن فرض الولاء والطاعة على الشعب بدون استبداد، ويحدث ذلك عن طريق (الإلهام) يعني تلهم الناس بقبولك، فيراك الناس أهلا لذلك المنصب، وهذا لن يحدث سوى (بالحريات)
فكرة الحرية عند الإسلاميين كانت ولا تزال تعني الكفر والخروج عن دين الله، أو الانحراف والزنا، أو ارتكاب المحرمات والبدع..
لذلك عندما كنا ننصح الإخوان في السابق بأن يطلقوا الحريات كشرط أساسي لبقاءهم في الحكم، كنا نتحدث بناء على التجارب التاريخية، وإسقاط تلك التجارب على الأحداث المعاصرة، وهو طريق شاق جدا للجماعات في حال إرادتهم للنجاح، لأن إيمانهم بالحرية له ثمن كبير مدفوع، يتمثل في نقدهم للتراث الديني والمرجعية العلمية التي ينطلقون منها
وما دامت تلك المرجعية العلمية (تشمل الفقه والعقيدة والسياسة الشرعية) هي ثابتة لديهم لا تتغير، فلا فرصة لإيمانهم بالحريات، وبالتالي لا فرصة لهم بالنجاح مطلقا..