الأحد 5 يناير 2025 02:14 صـ 5 رجب 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

د. منى نوال حلمي تكتب: امرأة واحدة تصلح ما أفسده العالم

د. منى نوال حلمي
د. منى نوال حلمي

هذا «الثالوث»؛ كراهية النفس، وانعدام الهدف، وكراهية الحياة، قاسم مشترك يميز الإرهابيين الذين عرفهم التاريخ البشرى، قديمًا وحديثًا.

أدولف هتلر (٢٠ إبريل ١٨٨٩ – ٣٠ إبريل ١٩٤٥)، أحد أكثر الشخصيات الإجرامية فى التاريخ، حيث تسبب فى مقتل الملايين من الرجال والنساء والشباب والأطفال، بالإضافة إلى ستة ملايين من اليهود. هذا غير خلقه مناخًا من التخريب والدمار والتهديد والتعذيب والمطاردة والتفجير والحرق والترويع والتجسس.

كان «هتلر» نموذجًا للعدوانية المتوحشة، وأيقونة يُحتذى بها فى العنف مكتمل الأركان. «هتلر» أستاذ الأساتذة فى عرض «الثالوث» الذى يأكله من الداخل: «كراهية النفس»، «انعدام الهدف»، «كراهية الحياة». الثالوث الذى زُرعت بذوره منذ طفولته القاسية، حيث تعرض للإيذاء المعنوى والجسدى من أب مستبد متسلط، والأم التى لازمها الاكتئاب بعد موت ثلاثة من أطفالها، وتموت بسرطان الثدى. وبعد اشتراكه كجندى فى الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ – ١٩١٨)، أصاب «هتلر» اضطراب ما بعد الصدمة. توحد رفضه لهزيمة أمه وإذلالها على يد المرض مع رفضه لهزيمة وإذلال ألمانيا فى الحرب، لتأصيل الكراهية العدائية تجاه العالم والحياة. كان «هتلر» عاجزًا عن حب نفسه، لأنه فشل فى مواجهة أبيه المستبد، وفشل فى إنقاذ أمه، وفشل فى استكمال شغفه بفن الرسم. لجأ «هتلر» إلى تدمير ما حوله تنفيسًا عن هزائمه فى حياته الخاصة، وكانت قوته المفرطة تعويضًا عن النقص، وشعوره الدائم بالارتياب وعدم الأمان.

كان يمكن لامرأة واحدة، محبة، وعاشقة، ومخلصة، أن تصلح ما أفسده العالم داخل «هتلر». امرأة ذات بصيرة وحكمة، تعطيه الحنان، والفهم، والاحتواء. إنه السر الأعظم بين المرأة والرجل.. صانع المعجزات، وكاشف الأسرار، والدواء الشافى من كل داء. لكنه كان وحيدًا، وسط الحشود التى تردد اسمه. يشعر بالعار رغم تصفيق وانحناء الملايين له. ماذا يفيده غزو العالم، وقد فشل فى غزو قلب امرأة؟، وهذه هى بيت القصيد.

إن نجاح الرجل فى إقامة علاقة عاطفية حميمة حقيقية، واطمئنانه أن هناك امرأة على كوكب الأرض ترغبه، وتشتهيه، وتبالى بأمره، وتتقبله بعيوبه ونواقصه، هو نقطة «الارتكاز» و«التوازن» لشخصيته، ولو اهتز وتصدع العالم من حوله.

لست أتجاهل الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، والميول العنصرية، والرغبات الاستعمارية التوسعية، لرجل تسبب فى قتل ستين مليون شخص، واحتلال أوروبا بالقوات المسلحة النازية. لكننى أعتقد أن الاضطرابات النفسية والعقلية، التى تسببها طفولة غير سوية، هى المسؤولة عن نمو الأفكار الإقصائية، والأيديولوجيات الفاشية، والشهوات المنحرفة، وأوهام العظمة، مثل «السيطرة على العالم»، «التسيد العِرقي»، و«الحكم الإقصائي»، «الإبادة الجماعية». كان «هتلر» يفضل النساء الأصغر سنًا، حتى يتمكن من إخضاعهن، والبعض يؤكد أنه كان «عاجزًا جنسيًا»، وقد أدمن العادة السرية طوال حياته.

الحياة تثبت كل يوم أن اللقاء العاطفى والجسدى الحر الناضج بين المرأة والرجل ضرورة للصحة النفسية، لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه. لقاء يحفز هرمونات السعادة، ويضبط الجهاز المناعى، ويمتص السموم المعربدة بالنفس، مثل الكراهية ورغبات الانتقام والعدوانية والعنف، ويمحو الشعور بالضآلة، وعدم التحقق، والإحباط، والعزلة، واليأس.

إن الرجال المجندين فى صفوف الإرهاب الدموى، الفردى والجماعى، يفتقدون مثل هذا اللقاء العاطفى والجسدى. عند غالبية البشر، فإن عدم التحقق العاطفى والجسدى لا يعوضه التحقق فى الثراء، أو الحصول على الشهرة والمناصب.

إن الإرهابى المكبوت عاطفيًا وجنسيًا هو التربة الخصبة للإرهاب. هو يستسهل ويستعجل تفجير نفسه، وقتل الآخرين، لينعم بنكاح الآخرة فى الجنة «حور العين». إن غزوات الإرهاب قديمًا، وحتى الآن، غير ممكنة بدون مكافأة «الجنس اللانهائى»، مع عذراوات لا يفقدن بكارتهن.

إن الفقر الاقتصادى أهون من الفقر العاطفى. وفى بلادنا، يجتمع الاثنان لتكوين «مادة خام» مثالية للبؤس والتعاسة والكآبة، توقظ الشرور النائمة، وتنتج الجرائم، والتحرش، والعنف المبالغ فيه وغير المبرر، والعدوانية المتحفزة.

وما أكثر الرجال الذين يعبرون الأزمات الاقتصادية. لكن الأزمات العاطفية تقضى عليهم، وتدمر أجمل الأشياء بداخلهم. والمفارقة أن المرأة، تلك المقهورة المعتقلة فى سجون الرجال، هى التى بيدها علاج الرجال، وإبقائهم أسوياء نفسيًا وحضاريًا.

إن الزواج فى حد ذاته لا يقضى على الكبت و«الفقر العاطفى». إن حالات الخيانة الزوجية تدل على «حرمان» عاطفى حميم، رغم توفر العلاقة الجنسية.

إن توفر «العلاقة الجنسية» ربما يطفئ الشهوة، ويحقق «الإشباع» الغريزى المؤقت. لكن «السعادة» العاطفية الحميمة، أو «التحقق» العاطفى المتكامل، قصة أخرى، لا ترتبط بالإشباع، وليست سهلة المنال. فالسعادة أو التحقق العاطفى الحميمة هو ثمرة تناغم فكرى وسلوكى بين اثنين حرين، متكافئين فى النضج الإنسانى، ونزاهة المشاعر، ورقى التواصل مع الحياة.

■ ■ ■

■ خِتامه شِعر

أن أضرب المربوط وأترك السايب

ليس من أخلاقى أو طباعى

لا أمتطى صهوة أنوثتى

لتشتهر أشعارى

لا أتكلم بالعين والحاجب

أبكى كل ليلة

حتى تهدأ كيمياء مخى

أستعيد افتخارى بذاتى

ولم ِ لا؟

شاعرة.. حرة.. وفية

ولا أتغاضى عن أداء الواجب.

د. منى نوال حلمي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 02:14 صـ
5 رجب 1446 هـ 05 يناير 2025 م
مصر
الفجر 05:20
الشروق 06:52
الظهر 12:00
العصر 14:50
المغرب 17:09
العشاء 18:31