وفاء أنور تكتب.. امرأة مثيرة للجدل
قررت أن تخلع عن وجهها ذلك القناع الرقيق الذي اختبأت خلفه، فعلت هذا راضية بعد أن تقدمت بها سنوات عمرها، كأنها بتلك الأحاديث والعبارات الصادمة التي تطلقها كطلقات الرصاص تطهر نفسها من شبح ذنب ظل يطاردها، ربما كان أكبر ذنب اقترفته وكما ذكرته هى بنفسها كان انشغالها عن أطفالها وتركهم لمربية تهتم بشئونهم حتى تتفرغ هى للقيام بعملها.
فنحن وكلما تقدم بنا العمر تسابقت خطوات رشدنا متجهة بنا إلى أبواب الحقيقة المغلقة، نقوم بفتحها على مصراعيها، نحاسب بداخلها أنفسنا ونوجه اللوم إليها. لعلها عمدت إلى تشويه حقيقتها، كمن يوخز نفسه بإبرة حتى يتعذب ويتألم ندمًا، ربما كان هذا كل مقصدها وربما كانت تلك تفاصيل طريقتها الخاصة التي قررت أن تتحرر عن طريقها من جهد شاق، من تكرار عدد مرات ثقل جاثم على صدرها، قررت أن تجهز بيديها على ذلك الجمال الذي استعبدها وربما ظلمها، قضى عليها بعد أن غافلها مستغلًا لمعدلات رقيها ورقتها.
ربما أرادت أن تحطم تمثال فتنتها بيديها، فكما يبدو من حديثها أنها كانت تعمل في بعض الأوقات غير راضية، تعمل فقط من أجل كسب المال الذي سيسمح لها ويمكنها من إدارة شئون حياتها، لتؤمن نفسها من عثرات سيضعها أمامها زمن قاس لم يوفر إليها في أغلب الأوقات أبسط احتياجاتها.
عن الفنانة الرقيقة مريم فخر الدين أتحدث، عن الأميرة إنجي الحالمة، عن هذه المرأة التي تضاربت أراءها، أظنها تعمدت إظهار بعض مساويء عبثت بشخصيتها أو ربما قامت هى بتصميمها خصيصًا لنفسها، لتحطم تمثالًا قبع لسنوات بداخلنا؛ فكلما تابعت حديثًا لها أصابتني الحيرة والدهشة فهى على ما يبدو لي قد كرهت كل شخصية قامت بأداء دورها، قررت أن تخلع عنها رداءها وتعلن تبرؤها منها.
القضية الأكثر جدلًا هى محاولاتها المتكررة للتقليل من شأن أغلب الفنانين الذين قاموا بالتمثيل أمامها، كأنها تود بدون قصد أن تنبئنا بأنهم لم يكونوا على حق، وبأنها لم تكن فريدة عصرها، شغلتني جدًا حالة تلك المرأة وعمدت أن أتناول معكم حكايتها، حتى وصلت لتفسير حديثها وتشبيهه بحديث الجدة التي شعرت بدنو أجلها، فتعمدت كشف حقيقة الحياة وحكمتها دون اهتمام بتفسيرات أحفادها.
ربما تتفقون معي أو ربما تختلف وجهات نظرنا، لكن وبعد كل هذا ستبقى تلك السيدة حالة يصعب تفسيرها، إنها تذكرني دومًا بالشيء وعكسه، إنها تشبه رحيل عام ومجيء آخر.