فاطمة عمر تكتب: الفن والحضارة والحرية أساس الدولة المدنية
في لقاء تليفزيوني ذكرت الأستاذه إيناس جوهر صاحبة الصوت الجامع لكل فنون العمل الإذاعي على نفس الدرجة من التميز والإتقان مما جعلها مدرسة في العمل الإذاعي تعلمنا فيها وتربينا على صوتها المشرق بنسائم البهجه والوقار معاً.
.قالت الأستاذه إيناس إنها في بداية عملها الإذاعي دخلت ستديو إذاعة الشرق الأوسط مرتدية وبحسب تعبيرها ملابس كاجوال فإذا بإحدى المذيعات الأقدم منها تنظر اليها وتقول{ إيه البلاوي دي} استياءاً من اللبس الكاجوال والذي كان في زمان إيناس جوهر لا يخرج مطلقا عن وقار وتقاليد المهنه وآدابها بل و أعراف المجتمع أيضاً وإنما هو فقط لمزيد من الحريه في حركة شابة تبدأ مشوارها الإذاعي بخطوات رشيقه أرادت أن تكون ملابسها معبرة عنها....
أيضا المذيعه اللامعه الأستاذه نجوى إبراهيم عندما دخلت عالم السينما لم تنس أبدا تقاليد مهنتها الأساسيه وكونها مذيعة في التليفزيون المصري العريق وأن لها جمهوراً يجب أن تحافظ على صورتها الذهنية لديه
تذكرت ذلك كله وأنا أرى ملابس إحدي المذيعات في مهرجان الجونه السينمائي الذي في ظني يثير الجدل كل عام بملابس ضيوفه وضيفاته أكثر من تفاصيله الفنيه
حقيقة لم أفهم نوعية ما ارتدته ولا إلى أي فنون الأزياء ينتمي وهل هو مناسب للمكان والحدث أم لا؟!!!! وهل هي ذاهبة بصفتها مذيعة تنتمي لمهنة لها من الوقار والآداب ما هو موجب للإحترام؟!!!
نعم لكل منا مساحة حرية يتعامل معها كيفما شاء وأينما شاء ولكني أيضا أعلم تمام العلم أن لمهنة الإعلام قواعد وآداب أرها وقد شوهت وأصابتها آفة اللهث وراء كل ما هو ينتمي لأفعل التفضيل أن أكون الأجمل والأكثر جذبا للإنتباه والأعلى إثارة للجدل على السوشيال ميديا.........
إن الأزمة من وجهة نظري تبدأ من أسس الإختيار التي لم تعد تعتمد على الوعي والثقافة وجمال الصوت وحسن الأداء والوقار والوجه المريح وإنما باتت تعتمد على الشكل دون المضمون
وهو ما جعلنا نعاني ما نحن فيه الأن ...من الجري وراء الترند دون مراعاة لأي قاعده ...من تشويش للوعي دون وازع من قيمة أو مبدأ تفرضهما أصول المهنه... من تلويث أذن وعين المتلقي بزي خارج المألوف ...بمضامين تافهه أو منافية للواقع أو مخترقة لكل قيمة انسانيه وعرف مجتمعي... في رأيي لقد أصبحت مهنة المذيع مهنة من لا مهنة له....وهو مدعاة للأسف بما آل اليه حالها وحال المنتمين اليها