د. حبيبة محمدي تكتب: العلاقاتُ «الجزائرية - المِصرية» تاريخٌ مشتركٌ ومستقبلٌ واعد!
زيارةٌ تاريخية بأبعادَ مستقبليةٍ، هذا هو الوصفُ الجيّد للزيارةِ التى قامَ بها السيّدُ «عبدالمجيد تبون» رئيسُ الجمهوريةِ الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى أرضِ الكنانةِ، جمهوريةِ مِصر العربية.
عَبْرَ جِسرٍ من المحبّةِ والفخرِ والإعزازِ، كانت زيارةُ العملِ والأخوّةِ التى أداها السيدُ رئيسُ الجزائر إلى مِصر الشقيقة. وقد كانتْ زيارةً ودّيةً تنسيقيةً ناجحةً بكلِّ المقاييسِ، لِمَا ترتكزُ إليه من علاقاتٍ تاريخيةٍ مشتركة، وما تحملُه من آفاقِ المستقبلِ الواعدِ الزاهرِ فى مختلفِ مجالاتِ التعاونِ بين البلديْن العظيميْن.
وقد خُصَّ الرئيسُ الجزائرى بترحابٍ حارٍّ ومميّزٍ وبتقديرٍ كبيرٍ من طرفِ أخيه الرئيسِ المصرى فخامة السيّد «عبدالفتاح السيسى».
ونذكر أنَّ أوَّلَ زيارةٍ قامَ بها الرئيسُ المِصرى عندما وصلَ إلى سُدَّةِ الحُكمِ، كانتْ إلى الجزائر، وهذا له دلالاتُه الجَمَّةُ فى عُمقِ العلاقاتِ والروابطِ بين البلديْن.
هذا وتكتسى الزيارةُ الحاليةُ أهميةً كبيرةً، بالنظرِ إلى السياقِ الذى جاءتْ فيه وما تشهدُه المنطقةُ من تحدّياتٍ.
وكان هناك تطابقٌ تامٌ فى وجهاتِ النظرِ بين الرئيسيْن، الجزائرى والمِصرى من خلالِ المحادثاتِ التى جرتْ بينهما.
- كانتْ القضيةُ الفلسطينية هى القضيةُ المحورية لكلا البلديْن، ووجوبُ الحلّ الوحيد، وهو إقامةُ دولةِ فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
- وأيضا المطالبةُ بتفعيلِ الهدنةِ الإنسانية فى «غزة»، لإدخالِ المساعدات إلى الشعبِ الفلسطينى. فضلاً عن مسائلَ أخرى تخصُّ أُمَّتَنا العربية، عمومًا.
- وقد ذكرَ الرئيسُ الجزائرى متحدثًا عن علاقتِنا بمِصرَ الشقيقة، أنَّنا تشاركْنا مع بعضٍ فى الدفاعِ عن مقوّماتِ الأُمَّةِ العربية منذ ثورةِ «نوفمبر» المجيدة وحتى اليوم، وانتهزَ السانحةَ ليشكرَ الرئيسَ المِصرى على وقوفِ مِصر الشقيقة والشعبِ المصرى العزيز بجانبِ الجزائر فى ثورتِها العظيمة، ثورة نوفمبر ٥٤.
-حقًا! على أرضِ الكنانةِ جددّ رئيسُ الجزائر السيّد «عبدالمجيد تبون»، العهدَ على الأخوّةِ والتعاون، وعبَّرَ عن التوافقِ والإرادة مع أخيه الرئيس المِصرى فخامةِ السيّد «عبدالفتاح السيسى» من أجلِ السعى لتعزيزِ الأواصرِ وتوسيعِ آفاقِ التعاون.
إنَّها حقًا زيارةُ عملٍ وأخوّةٍ بروحِ التاريخِ نحو آفاقٍ واعدة.
وأختارُ أنْ أختمَ مقالى هذا - والذى لا يتسِّعُ للزيارةِ كلِّها- بما قالَه الرئيسُ «تبون» عن منطقتِنا العربية، و واستراتيجيةِ المُتربّصين بنا: (نحنُ لسْنا أغبياء! نعرف ماذا يفعلون وفيما يرغبون). بمعنى، لسنا غافلين عمّا يَكيدونَ لنا!.
وأضافَ: (وليس كلّ ما يتمناه المرءُ يُدركُه! وإن شاءَ اللهُ، تجرى الرياحُ بما لا تشتهى سُفُنُهم)!.
وهذا أبلغُ خِطابٍ سياسى، بلغةٍ عربيةٍ أصيلةٍ!. حفظَ اللهُ أوطانَنا. «المجدُ للأُمَّةِ العربية».