فاطمة عمر تكتب: من هد وجد
مؤلم هو مشهد الجرافات وهي تنتهك حرمة الموت والتاريخ معاً...مزعجة هي فكرة ألا يكون لديك إدراك لأهمية الأثر...قاس على كل عقل واعٍ أن يُدْهَس ماضيك الذي هو لبنة مستقبلك على يد حاضرك.. أن يُهدم الجمال حتى ولو حزينا في مقبرة.. يأتي ذلك في الوقت الذي تدفع دول مليارات الدولارات كي تصنع لها تاريخا هي أول من يعلم أنه مزيف والى زوال.
إن هدم المقابر بوجه عام و التاريخيه على الخصوص يعكس عدم ادراكنا لأهميتها تاريخاً وعمارةً وفناً لنا فيه خصوصية وتفرد ..فنحن نتحدث عن واجهات معماريه بها من الزخارف ما يشهد على تاريخ قرن من الزمان ...عن جدران وأسقف هي مرآة مستويه ترى فيها يداً لصناع أبدعوا وحفروا أسماءهم بجوار إبداعهم ...وعقولاً فكرت في تصاميم تلك القبور وشواهدها ..وعبارات كتبها خطاطون لم يدركوا وقتها أن معاناتهم في الوصول الى الجمال سيأتي عليها يوم تكون هي والعدم سواء
.نتحدث عن تاريخ اجتماعي وقفت أيامه ضد كل محاولات طمس لهوية وأقتلاع لجذور ومحولأفكارٍ وعقائد
إن شواهد تلك القبور شاهد عيان على أناس كٌثر أحبوا أن تلتحف أجسادهم بتراب هذا البد ولكننا للأسف الشديد خذلناهم ......
أن هدم المقابر في الأمام الشافعي وغيره يثير الشجون والحسرة والأسئلة ايضا ..ماذا تضيف الأبنية البديله مهما كانت أهميتها؟!! كيف سذكر التاريخ في صفحاته هذا الهدم والإهدار لأحد فصوله؟!!
ألم ير القائمون على هذا الأمر تلك المقابر الموجوده في باريس عاصمة النور بل والموجوده في الكثير من العواصم وكيفية الإحتفاء بها؟!! أين الساده نواب الشعب أعضاء المجلس الموقر من هذا العبث لماذا باتت خافته الإ من رحم ربي ؟!! لماذا اختزلت المقابر الأثرية لدينا في الأهرامات؟! والسؤال الأهم هل ستجد صرخاتنا صدى؟ في ظني لا لن تجد لأنه وكما قال المعلم هريدي أبو الهدد في فيلم اعتبره بطله النجم الراحل أحمد زكي اسوأ افلامه ...مَنْ هَدّ وجد