فاطمة عمر تكتب.. ساندوتش الأمين


شهداء وجرحى.. أطفال ونساء يبيتون في العراء بلا مأوى ولا طعام أو خدمات .. بيوت تهدم فوق رؤوس ساكنيها .. فرقة وانشقاق في الصف..عدو أحمق يحاول استبقاء رواسب هيبته المزعومة بقصف المدنيين وتشريدهم وقتلهم عمداً تحت الركام.
وسط هذا المشهد الأقسى على كل نفس تحمل صفة الإنسانية.. المثير للسخط على كل فرقة وخلاف ..الرافض لكل صمت عاجز الإ عن الدعاء بنصر الأهل في غزة ولبنان ..الباعث لكل سعادة عندما تلهب ضربات المقاومة جسد العدو الأبدي لكل الشعوب العربية.
وسط كل هذا يخرج علينا الأمين العام لجامعة الدول العربية لا ليحدثنا عن آليات الجامعة في مواجهة ما يحدث في الواقع العربي الأن دون التوقف عند كلمات الشجب والإدانة أو ليؤكد لنا أن الصف العربي سيتوحد خلف الجامعه ليصنعا معا موقفا عربيًا صلبًا في مواجهة عدو عنصري محتال مدعوم بخرافات وأكاذيب.
للأسف لا لم يخرج سيادته ليقول كلمة واحدة مما سبق أو ربما قال ولم يكن لها نفس صدى ذلك التصريح الذي نشرته صحيفة المصري اليوم على لسانه {إن التضخم في العالم كله وليس في مصر وحدها وأن الساندوتش في أمريكا ب16 دولار يعني ما يعادل 800 جنيه مصري مقارنة بثمنه عندنا 15 جنيه فقط}.
لست مهتمة بما إذا كان تصريح السيد الأمين العام جاء رداً على سؤال عن التضخم أم لا ولكن كل اهتمامي يتركز في السؤال ما الذي جعله يسير في هوجة المقارنات ولديه بحكم منصبه الكثير ليقوله وياحبذا لو يفعله؟! ألم يكفهِ كل الذين ينهالون على رؤسنا صباح مساء بمقارنات مردود عليها ليس من الإقتصاديين وحدهم ولكن الرد الأقوى يأتي على لسان البسطاء؟
نغمة المقارنات هذه أصبحت نشازاً ملّتْها آذاننا من كثرة ما سمعناها من أناس يظنون في أنفسهم أنهم أصحاب مصداقية ومهنية وقادة رأي وأعلى نسب مشاهدة خاصة في إريتريا والصومال وجنوب السودان بحسب تصريح أحدهم على الهواء والذي يعقد هذه المقارنات بمناسبه وبدون مناسبه للدرجة التي أوقعته في خطأ مهني ضمن كُثُر موجبة للإعتزال والإعتذار للمهنه وعلومها وقواعدها بل وآدابها أيضًا.
ذلك عندما خرج علينا ذات مرة ليُبْهَرنا بعقده مقارنة بين سعر لتر البنزين عندنا و في اليابان الذي بلغ سعره هناك 15 دولار لترد عليه صفحة اليابان بالعربي على تويتر وهي صفحة بلغات كثيره أيضا من ضمن مهامها تصحيح المعلومات الخاطئة والمغلوطة.. تخرج مكذبة ونافية ومصححة لمعلوماته ليرد هو بقوله {وأنا مالي المصريين في اليابان هما اللي قالولي}.
ناهيك عن من قال إن الدولار يجيب كام ألف رغيف..وما أكثر هؤلاء والمثير للعجب أنهم يحصدون جوائز الأفضل عربيًا.
لنا أن نتخيل أن هذه العقول هي التي من المفترض أن تشكل الوعي الجمعي وتكون الرأي العام ..والمؤسف أنهم يعتقدون في أنفسهم فعل ذلك ناسين أو متناسين أنهم غابت عنهم المهنية والمصداقية وأبسط قواعد علوم الإعلام الحقيقي.
أيها الساده رجاءً لا تعقدوا تلك المقارنات العبثية لأنها ظالمة لكم وليس لنا.