الخميس 19 سبتمبر 2024 06:50 مـ 15 ربيع أول 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

د. منى نوال حلمي تكتب.. استغلال بدم بارد

أنا حوا

«قامت الحضارات على أكتاف النساء».. هكذا كتب «جبران خليل جبران» 6 يناير 1883- 10 أبريل 1931.

إن ثراء المجتمعات يأتى من شقاء النساء فى البيوت، وتخليهن عن طموحهن الخاص، وتفرغهن لخدمة الأزواج ورعاية الأطفال، بالإضافة الى أنهن بعد العمل 24 ساعة يوميًا، قلما يجدن مع الأزواج الارتواء العاطفى، والإشباع الجسدى. كيف لامرأة تُمتص طاقتها فى الطبيخ والغسيل، والمسح، والكنس، ولم القمامة، وخدمة الأطفال، طوال اليوم، أن تفكر فى اللذة العاطفية والجنسية. المسكينة المستضعفة ترمى نفسها على السرير فى الليل، لتنعم بالراحة، لتكرر اليوم التالى شقاء الأمس. ولكن هل يسمح الرجل بهذا الوضع، الذى يستهزئ برجولته المهملة، وشهوته المشتعلة، لا تحتمل التأجيل، ولا ترضى بالإلغاء؟. لقد تزوج للحصول على الطعام والنكاح، متى شاء، وكيفما أراد. لقد ملأ معدته، ولكن ماذا عن النكاح؟.

يقول د. شريف حتاتة فى كتابه «العولمة والإسلام السياسى» 1991:

«إن عمل النساء فى البيوت، دون أجر، هو جزء أساسى من تطور النظام الاقتصادى الرأسمالى يسمح باستمراره، وتراكم رأس المال (البيوت). عندما أضربت النساء فى أيسلندا عن خدمة البيوت، 1975، أصيبت الحياة بالشلل الكامل. فالرجل لا يستطيع أن يذهب إلى عمله دون أن يكون قد تناول إفطاره، وارتدى ملابسه المغسولة، النظيفة، ونام ليلته على سريره، واطمأن على أولاده وعلى رعايتهم. والأعمال التى تقوم بها المرأة فى بيتها هى التى تصون قوة عمل الرجل.الوجبات التى يتناولها والتى تعدها له الأم، أو الزوجة، تدخل فى خلايا مخه، فى عضلاته وشرايينه، وأعصابه التى يعمل بها».

إن الرجال يشقون وينهكون خلال ساعات النهار، وفى الليل يذهبون إلى المرأة فى البيت، حيث يمددون أجسادهم، ينعمون بالطعام والشراب والراحة، والإشباع الجسدى.

كان رأس المرأة مرموقًا قديمًا، قبل الاحتلال الذكورى على مجد الأم، وسيادة الآلهة الأنثى، الذى تزامن مع معرفة الرجل دوره فى الإنجاب، وفرض الزواج الأحادى على المرأة، وبداية الملكية الخاصة، للأرض وأدوات الإنتاج، وتراكم رأس المال.

وتدهورت النظرة الاجتماعية إلى رأس المرأة، خاصة فى المجتمعات التى أخذت شريعتها من الأديان. فأصبح رأس المرأة، فى القاع، ينقصه العقل، ينشر الفحشاء والرذيلة. تحول رأس المرأة، إلى كتلة متحركة من الشرور، التى تفسد رأس الرجل العفيف الشريف. وأفظع الشتائم للطفل الذكر، أو الرجل: «تربية أمه»، رغم أنهم يأمرون المرأة بالتفرغ لتربية الأطفال.

والاقتصاد الرأسمالى، يفضل حصر عمل النساء فى الوظائف، التى يعزف عنها الرجال، التى تحتاج الى الصفات التى أسسها ورسخها الفكر الذكورى، وهى الطاعة، والجمال الشكلى، والصبر، وقوة التحمل النفسى لا العضلى، وخدمة الآخرين.

مثلًا تعمل المرأة أكثر، فى الحضانات والمدارس، والسكرتارية والفنادق، وعرض الأزياء، وبيع البضائع، وتعمل كجليسة أطفال، وكممرضة، ومضيفة طيران.

وفى الحقيقة أنا لا أعرف استغلالًا للبشر، مثل استغلال المرأة فى واجبات البيت، التى لا تتقاضى عليها أجرًا. وهى واجبات تستنزف من المرأة جهدًا، وتأخذ من تفكيرها، وطاقتها، ومع ذلك تقدمها مجانًا.

إن المجتمع الرأسمالى مهووس بالمال، ولا يتصور انقضاء دقيقة من الزمن، إلا وتكون قد أنتجت ربحًا إضافيًا. ومع ذلك، يستهلك عمل النساء فى البيوت، من الصباح حتى المساء، دون أن يدفع لهن أى مقابل.

عندما كنت طالبة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم اقتصاد، تناقشت مع أستاذى المرموق علمًا، وخلقًا، د. عمرو محيى الدين، فى هذا الموضوع، وشجعنى على التعمق فيه.وفعلًا، قمت بإعداد بحث عن «عمل المرأة دون أجر فى المجتمع الرأسمالى». فقد كنت أندهش كيف يتم هذا الاستغلال بدم بارد. وكيف يرسخه الأزواج، ولماذا لا تطالب ربات البيوت بأجور عادلة، نظير هذا العمل الشاق المتواصل؟

إن عمل ربات البيوت المجانى، يدخل فى جوهر العمل الذى يبيعه الرجل، فى السوق، لحساب غيره، أو لحسابه الخاص لو كان صاحب حرفة. ولن يستطيع الرجل الاستمرار فى تقديم مهنته، إلا إذا استمر عمل المرأة فى البيت دون أجر.

ليس هذا فحسب، فالمرأة هى الخالفة لقوة العمل، وعمليات إعادة إنتاج القوة البشرية، تعتمد حتى الآن على المرأة أساسًا، لأنها هى التى تنجب الأطفال، وتقوم على تنشئتهم ورعايتهم، حتى يكبروا وينضموا إلى سوق العمل. وهذه الجهود اللازمة لإعادة إنتاج القوى العاملة، لا تحظى باهتمام الاقتصاديين والباحثين حتى الآن، رغم أنها ركن أساسى من أركان المنظومة الاقتصادية الاجتماعية التى نعيش فى ظلها. إنهم يدرسون حركة البورصات والأسهم والسندات وأسعار الفائدة، أما حركة البشر فلا تهمهم فى شىء، فكل ما يتعلق بالمرأة تحصيل حاصل لا يستحق الاهتمام، ولا يحتاج إلى أن نتساءل عنه. إن المرأة لم تدخل فى الدراسات التى أجريت، أو تجرى عن المجتمع الرأسمالى، خلال مراحله، وتطوراته المختلفة، حتى من جانب الباحثين الذين ينادون بالعدالة والمساواة.

هذا الفارق الجوهرى الغارق فى الظلم والقهر، بين الرجل والمرأة فى العمل، يجعل من المرأة «عبدًا» مثاليًا. فالعبد هو وحده، الذى يقوم بعمل دون أجر، وإنما مقابل الإعاشة التى تسمح له بالبقاء على قيد الحياة، والقيام بالجهود التى يطلبها منه مالكه، أو سيده فى الحقل، أو المنجم، أو الحرفة، أو لخدمته فى العزبة، أو البيت. والمرأة كذلك تقوم بالعمل فى البيت، وأحيانًا خارجه مقابل إعاشتها. وكانت كلمة «فاميليا» عند الرومان، تعنى ما يملكه الرجل من حيوانات وعبيد، ونساء.

بهذا العمل المجانى، توفر النساء للدولة مبالغ كبيرة. فالمرأة داخل البيت، لا تقوم بعمل واحد.بل بعدة أعمال ومهن. فهى الطباخة والغسالة وعاملة التنظيف والكى، وترتيب الملابس، ورعاية الأطفال من إطعام وتوصيل للمدارس ومذاكرة لهم، وهى المرفهة الجنسية والنفسية للزوج، وفى أحيان كثيرة تقوم أيضًا بخدمة أهل زوجها، الذين يعيشون معها فى البيت نفسه.

وأنا شخصيًا لست متفائلة كثيرًا بأن ينعدل هذا الاعوجاج. فالعالم كله يسير بهذا الاستغلال للنساء. حتى لو عملت المرأة خارج البيت، فإنها تعود لتقدم هذه الواجبات المجانية لاستمرار الأسرة الأبوية.

المرأة نفسها غير واعية بذلك الاستغلال. وحتى إذا أدركته، لا تصفه بالاستغلال. لكنها تعتبره من أساسيات الزوجة الصالحة، والأم المتفانية، ولا تتصور أن تأخذ أجرًا عليه. وكأن أخذ أجر على كونها زوجة وأمًا، سيفسد كونها زوجة، ويلوث أمومتها. فهى رمز العطاء بلا مقابل. كيف يمكننا تغيير هذا؟

من بستان قصائدى

قال لى المحامى: «لا أمل.. كل الأشياء ضدك

أنتِ متورطة حتى النخاع

دافع الجريمة.. الشهود.. بقع الدم

سلاح الجريمة.. البصمات والحمض النووى

لا توجد حجة غياب

جريمة مكتملة الأركان

مدبرة مع سبق الاصرار

لو أحسنتِ السير والسلوك

قد تخرجين قبل المدة»

أمضيت سنوات عمرى

فى الحياة الشاقة المؤبدة

وراء القضبان فى زنزانة انفرادية

اليوم أنهيت عقوبتى بالكمال والتمام

لأننى لم أحسن السير والسلوك

وحانت لحظة خروجى إلى الحرية

جاء الوقت لأرجع إلى بيتى

جسد أمى.. دم أمى.. دفء أمى

لن أسمح بخداعى مرة أخرى

عندما تمر تسعة شهور

سأتشبث جيدًا برحم أمى

لن تشدنى يد

خارج رحم أمى

لن يستدرجنى أحد

خارج جسد أمى

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 06:50 مـ
15 ربيع أول 1446 هـ 19 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:15
الشروق 05:42
الظهر 11:49
العصر 15:17
المغرب 17:56
العشاء 19:14