منها ساحة الفنا وباب مراكش...معالم مغربية في الإنتاجات السينمائية المصرية
يعد المغرب اليوم القبلة الأولى لصناع السينما العالمية، فهو يتمتع بخصائص متنوعة، ديكور طبيعي مكون من صحارى، واحات، أهازيج شعبية ومدن عتيقة، موقعه الجغرافي المميز في شمال افريقيا وقربه من أوروبا وتوفره على واجهتين بحريتين، كل هذا جعل منه مادة خصبة لتصوير نوعيات مختلفة من الأفلام.
وتأتي ورززات هذه المدينة الهادئة الملقبة ب"هوليوود افريقيا" على رأس المدن المغربية التي احتضنت تصوير اكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بمراكش، طنجة، والدارالبيضاء، ومن أجل ذلك، يقدم المغرب استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات، كما أن السلطات المغربية سهلت على قاصديها كل الإجراءات، حيث من خلال جهة واحدة، تستطيع الحصول على جميع التصريحات اللازمة للتصوير على أراضيها.
والحقيقة أن المغرب استقطب أيضا صناع السينما العربية والمصرية منذ ستينيات القرن الماضي، فقد تم تصوير أفلام عربية عديدة ظلت محفورة في ذاكرة الشاشة الذهبية، وعلى رأسهم فيهم "الرسالة" للراحل مصطفى العقاد، أضخم الإنتاجات الدينية على الإطلاق، تم إنتاجه باللغتين العربية والإنجليزية معا، وترجم إلى 12 لغة، لينتشر في جميعا أرجاء العالم الإسلامي والعالم الغربي.
ومن علامات السينما المصرية التي صورت في المغرب أيضا خلال فترة السبعينات، فيلم "دمي، دموعي وابتسامتي" لنور الشريف ونجلاء فتحي، وفيلم "الحب الضائع" رائعة عميد الأدب طه حسين، لرشدي أباضة وسعاد حسني، حيث وقع الإختيار على ساحة الفنا كمكان للقاء الأحبة، هذه الساحة التي تعد أشهر الفضاءات التاريخية في المغرب وعلامة سياحية تختزن أسرار الموروث الثقافي الشعبي المغربي.
أيضا، استعان المخرج "علي رضا" بمشاهد عديدة لمدينة الدار البيضاء في فيلم "آه يا ليل يا زمن" بطولة رشدي أباظة ووردة، حيث كانت أحداث للفيلم داخل فندق "كازابلانكا" ريجنسي حاليا، والحقيقة أن مكان الفندق هو معلمة تاريخية، فساحة الأمم المتحدة بباب مراكش هو امتداد لساحة باريس التي بنيت في ثلاثينيات القرن العشرين، وهي القلب النابض للدار البيضاء ومركز للراحة والترفيه والتسوق، إذ لا تتوقف بها مظاهر الحياة ليلا أو نهارا.
ومن العلامات السينمائية التي صورت أيضا في الثمانينيات، فيلم "خيط أبيض وخيط أسود"، للفنان نور الشريف، والذي تناول فيه القضية الفلسطينية، وصرح في حوار له بالمغرب أن الملك الحسن التاني قدم عدة مساعدات لصناع الفيلم بما فيها الجيش المغربي.
أما في سنة 2019، اختار المخرج بيتر ميمي تصوير جزء كبير من الفيلم المصري "كازابلانكا" في المغرب، حيث ظهر بطل الفيلم أمير كرارة في مطاردة في سوق جامع الفنا بمراكش وهو يقفز فوق سطوح البنايات المجاورة، في حين ظهرت غادة عادل فوق دراجة نارية، ويعد هذا الفيلم من أفضل أفلام "الأكشن" في تاريخ السينما المصرية حسب تصريح منتج الفيلم في ذلك الوقت.
نجح المغرب خلال السنوات الأخيرة من تطوير هذا القطاع المهم الذي لا يمكن فقط من تحريك عجلة الإقتصاد المغربي فقط، بل يساهم أيضا في إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يسهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العربية والعالمية.