الحسين عبدالرازق يكتب: مشاهير آخر زمن!
في عصر النت والفضائيات، ليس شرطاً علي الإطلاق أن تكون عالماً فذاً، أو طبيباً ماهراً، أو مطرب جميل الصوت، أو عازف شجيّ اللحن، ليس من الضروري أبداً، ولا هو مهمٌ أيضاً، أن تكون لاعب كرة حريف، أو ممثل وسيم، أو كوميديان ظريف حتي يعرفك الناس، أو تشتهر في مجتمعك! في زمن النت والموبايل، يكفي أن تشتري "تليفون بكاميرا" لتصير نجماً لامعاً في سماء مجتمعنا، وتقعد ترازي فينا وفي أهلنا، وفي الجيران اللي جنبنا!
إذا كنت ماسك مقشة، أو كان عقلك علي قدك، أو ثقافتك هشة، لو نُص حروفك ضايعة، أو قاعد بتبيع طماطم وضحكتك مصطنعة، لو سمكري واسمك "بلية"، أو حتي مالكش صنعة، أبشر بالخير ياعزيزي، فسوف يبزغ نجمك، وسهام صعودك طالعة!
هذا هو الواقع المُعاش، بكل الأسي والأسف، والحزن والألم والتألم، حقيقة يعلمها الجميع ولكن لا أحد يتكلم! لم يكن القصد مما كتبناه في السطر السابق، عن السمكري والمقشة، أو أصحاب الحروف الضائعة، أو الضحكات المائعة .. ألخ ألخ، لم يكن القصد منه هو الإساءة إلي أحد، أو الإقلال من قدرأحد، أو التنمر علي أحد، وإنما كان القصد، هو التدليل علي مانقوله، والإشارة لبعض النماذج المسيئة، التي طفت، بل"طفحت" فجأة علي الساحة، وانتشرت بيننا ببجاحة لا تخلو من التناحة، ولا أقصد أحد بعينه، ولو قصدته لذكرته، بنفس راضية مرتاحة !
إلي متي سيستمرون؟ وفيم السكوت علي ما يقدمون؟ هناك بشاعة يومية تتم، لو أدرك فاعلوها مدي فداحة ما يفعلون، وكيف أنهم يضرون بسمعة بلدنا في الخارج، وإيذاء أهلنا بالداخل، لاحترموا أنفسهم وتراجعوا، وتحلوا بشيئ من التعفف، وما أصابونا بالتأفُّف، وتخلوا عن فنون التباتة في التسول والشحاتة، أرحَبْ وكَبَّسْ، وابعت ورده، واضغط قلب، وكافو كافو كافو ! هو جري إيه يا اخواننا؟!
إننا نهيب بالأجهزة، إتخاذ ما يلزم تجاه كل المتجاوزين علي منصات التواصل، اوقفوا هذا الهراء، وواجهوا تلك البشاعة، "شكلنا بقي مش كويس، واحنا مش كده يا جماعة".
حفظ الله بلدنا وأعانكم وأعاننا