محمد الغيطي يكتب: عندما تركني احمد زكي وذهب إلى هيثم
اثناء تصوير احمد زكي فيلم ناصر 56 كنت محررا شابا اكتب في مجلة الإذاعة والتليفزيون وفي جريدة الاحرار حيث كنت مسؤل صفحات الفن والثقافة فيها وطلبت من المخرج محمد فاضل ان أعيش معه بوم تصوير في استديو الأهرام.
ورغم انه حذرني من عصبية احمد زكي لكني قلت له لاتقلق فانا اخبره جيدا واحفظه وجمعتني به لقاءات سابقة ولكن حدث ماخشي منه الأستاذ فاضل ،في الاستراحة او البريك طلبت منه ان يصطحبني لحجرة احمد زكي وبالفعل أخذني وطرق الباب ففتح مساعد احمد وعلى ما اذكر كان اسمه وطني وفتح مرحبا بالمخرج الذي قال له محمد الغيطي معي وكنت خلفه مباشرة ودخلنا وكان احمد جالسا واضعا ساقه على كرسي أمامه ممدا فقفز واقفا فجاة وهو ينفث دخان سيجارته وقال في لهجة فيها كبرياء.
أهلا فقلت ازيك يا احمد ايه العبقرية اللي شفتها دي فإذا به يصدمني قائلا" اسمها ازيك ياريس"، وهنا همس فاضل في أذني الكل يناديه هنا ياريس.
قوله اسف ياريس، ولكني تجمدت في مكاني ولم انطق وقلت نسيبه يستريح وخرجت وخرج معي فاضل الذي دعاني لكوب شاي وحضرت معهم المشهد المتبقي من الأوردر وحصلت على بعض الصور لنشرها وذهبت لسيارتي وإدا بأحمد ينادي علي ويقول لي انت رايح فين قلت مروح فقال، سيب عربيتك وتعالى معايا وكان يملك سيارة بيجو (عرفت فيما بعد انه رهنها اثناء إنتاجه لفيلم السادات) المهم انه أخذني في سيارته وانطلق وأخذ يحدثني عن معاناته في الشخصية وقلقة، وشكه ان تخرج بالصورة التي يصدقها الناس ثم تحدث عن النقاد وأنهم يظلمونه وانه لاينام من القلق.
وسألته لماذا تقيم في الفنادق خصوصا هيلتون رمسيس فقال لي انه يخاف ان يموت وحده وانه قلق على ابنه هيثم. وانه اي هيثم. قال له انه يريد التمثيل لكنه لايوافقه خوفا علبه من ان تكون حياته مثله غير مستقره وتحدث عن أشياء طلب مني عدم نشرها وعن نفسيته و صحته وفجاه كشف عن بطنه فوجدت اثر عمليات جراحيه وأثناء ذلك وحدت الدركسيون يميل منه والسيارة تترنح ونحن على كوبري اكتوبر فأمسكت بالمقود وقلت له اهدأ يا احمد. انت بتآكل في نفسك ،وساد صم.
ثم سالني عن اسرتي وهل انا راض عن نفسي. فقلت. لا أحد يرضى عن نفسه وتطرق الحديث للوسط الفني وما يحدث فيه ثم دخلنا مصر الجديدة وتوقف امام منزل وقال لي انا هاقعد شوية مع هيثم وارجع الأوتيل لو فاضي أبقى فوت عليا، ثم فتحت باب السيارة.
فإذا به يفتح تابلوه ألعربيه ويمسك ببعض النقود ويعطيها لي قاىلا. خد الفلوس دي عشان التاكسي.
انتسبت عربيتك في الاستديو فرفضت بشدة وقلت له. انا مش محتاج فلوس ومعايا كتير فزغق وقال عيب انا اكبر منك وانت اخويا.
فوجدتني استخرج محفظتي وقلت له شوف معايا فلوس كتير وكمان دولارات ،انت عاوز فلوس أديك فضحك جدا فقلت، تعرف الأستاذ محمود عوض، فقال هوه فيه حد مايعرفوش ده من احب الصحفيين لقلبي فقلت هوه علمنا ان يكون الصحفي ند للمصدر وكرامة الصحفي فوق كرامة المصدر ولو انا خدت منك فلوس مش هاكون ند ليك ومش هاكتب الا اللي يرضيك وبكده افقد شرفي وشرف مهنتي وضميري فابتسم وعانقني قائلا طب انزل يابتاع الكرامة ونزلت وانا أقول له سلم على هيثم ربنا يخليه وتركته وقد عشقته كإنسان اكثر من ذي قبل ، هيثم رحمه الله خليط من هاله فؤد التي عشقناها في ماسبيرو لطيبة قلبها وبراءة ملامحها واحمد زكي بجنونه الفني وثراء تجربته الحياتية ، الله يرحمكم جميعا.