فاطمة عمر تكتب.. خُد لنا.. صورة
كلما رأيت صور بعض الساده المسؤولين تملأ المواقع الإخباريه وصفحات الفيس بوك خلال جولاتهم التفقديه المفاجئه يقفز الى ذهني كل ما تناولته الدراما المصريه من مشاهد بعبقرية تحسب لتاريخها واصفة زيارات الساده المسؤولين.
تلك الصور الموسميه التى نراها بكثافه في مواسم بعينها ..عندك مثلا موسم امتحانات الثانوية العامه تجد في يومها الأول صوره للسيد وزير التعليم السابق أو الحالي أو اللاحق وقد اصطحب لفيف من رجاله وبعض المصورين وربما صحفيي الجرائد والمواقع ليتجول في بعض اللجان المُعَده سلفا لإستقباله يتفقد أحوال الطلاب ويسألهم عن صعوبة الإمتحان من سهولته دون الأخد في الإعتبار كم التوتر والتشويش وتشتت الذهن الذي يتعرض له الطلاب المتوترين أصلاً حتى وإن تم تعويضهم عن الوقت الضائع بوقت اضافي المهم أن يتم تصوير السيد المسؤول وهويتفقد
أيضا ترى هذه الصور بكثافه عندما يتولى مسؤول جديد مهام منصبه فيتكرر نفس المشهد القديم الجديد في تلك الزيارات المفاجئه شكلاً.. صور وفديوهات تتنقل هنا وهناك... ومؤخراً تناولت الصحف والمواقع الخبريه والتواصل الإجتماعي فيديو السيد المحافظ الذي وفي إحدى جولاته التفقديه المفاجئه يقول لإحدى الطبيبات كلمات أوجبت اعتذارالسيد رئيس الوزراء ونائبه السيد وزير الصحه.
لقد أثار هذا الفيديو الكثير من التسؤلات بداخلي تماما كالتي أثارها بداخل الكثير من المصريين خاصة الأطباء منهم .... وأنا هنا لست في موقع دفاع عن أحد أو هجوم على أحد ولكن كل ما في الأمر أنني عشت معاناة هؤلاء الأطباء قرابة الربع قرن من خلال أخي رحمة الله عليه الطبيب الطيب
وفي اعتقادي أنه لو كانت هذه الطبيبه مخطئه ما تم الإعتذار لها مع الأخذ في الإعتبار أن الأطباء كغيرهم من الفئات فيهم الصالح والطالح.
السؤال الأهم هل هذه الزيارات مفاجئه فعلاً وهل يصدق من يقومون بها أنفسهم في أنها جاءت على حين غفله؟!!!! ألم يرى هؤلاء الساده المسؤولون حوائط وأرضيات أماكن زيارتهم وقد غُسلت بالماء والصابون وارتدى العاملون في المكان الزي الرسمي وعلقوا في رقابهم بطاقات التعريف آي دي ؟!!! ألم يروا الشوارع وقد أصابها على غير العاده الكنس والرش ووضع على جوانبها الزرع من كل لون ونوع؟!! ولأن الشئ بالشئ يذكر أتذكر أنه في إحدى الزيارات المفاجئه أيضا من شخصية كبيره لمبنى ماسبيرو وفي ترتيبات تلك الزياره فوجئنا بزرع مجموعة من أشجار النخيل تتدلى منها عراجين البلح.!
لماذا يصطحب الساده المسؤولين عدسات الكاميرات في جولاتهم ؟!!ولماذا دائماً نرى تعنيفاً لكل مقصر يقيناً أو ظناً أمام تلك العدسات على الرغم من وجود آليات محاسبه وفقاً للقانون ؟!!!ومن أعطى لكم أيها الساده الحق في إهانة المصريين حتى مع تقصيرهم؟!! هل الحل في الإهانه أم في تطبيق القانون فما بالنا بغير المقصريين؟!
إذا أردتم أيها الساده أن تكون زياراتكم مثمرة فعليكم أن تجعلوها مفاجئة بشكل حقيقي ..أن تسيروا وسط الناس بلا مواكب وحاشية وحراسه وعدسات كاشفة لكم قبل المقصرين إن كانوا كذلك..الذين يجب عليكم احترام آداميتهم وجعل القانون هو الحكم والفيصل وآلية المحاسبه.. أن تتذكروا دائما أنكم موظفون بدرجة مسؤول مهمتكم الإساسيه هى رعاية مصالح الناس ولاتنسوا أنكم أقسمتم على ذلك.
أن تؤمنوا بأن مقاعدتكم إن دامت لغيركم ما كنتم جلستم عليها وأن اليوم لكم وغدا لغيركم.
أن تتخذوا من الدكتور عبد الرحيم شحاته ذلك المحترم المجتهد نموذجاً وقدوةً... محافظاً ووزيراً وإنساناً.