محمد عبد الرزاق يكتب.. نفحات تاريخية
أسرار الطبخ المغربي من طيب المطبخ الأندلسي
توج المغرب، مؤخرا، بلقب أفضل مطبخ عالمي، تتويج لم يكن مفاجئا لتواجده، غالبا، ضمن أفضل ثلاثة مطابخ عالمية، فما هي الأسباب التي أغنت المطبخ المغربي، وجعلت منه مصبا لكل ما جادت به روافد الطبخ المشرقي والأوربي والإفريقي؟.
لا يختلف اثنان على أن استقرار المغرب، بفضل أن سيادته كانت تابعة لتاج سلطانه خلال سقوط الأندلس سنة 1492، خلافا مع ما بجواره في المنطقة التي كانت تابعة للباب العالي العثماني، ساعده في استقطاب أفضل الحرفيين الأندلسيين في كل المجالات.
بعد أن اغتنت الجزيزة الايبيرية بما حمله عرب المشرق من فنون الطبخ، وفق ما جاء في الصفحة رقم 342 من كتاب مظاهر التأثير الحضاري الأندلسي الموريسكي في المجتمع المغربي، استفاد المغرب من فنون الموريسكيين بعد فرارهم من جحيم محاكم التفتيش، ما أدى إلى امتزجاج إبداعهم، المتنوع، بثقافة مغربية راقية، الشيء الذي ساهم في تشكيل هوية مغربية جديدة مختلفة بما فيها الطبخ.
وقد أشار ابن حوقل، في كتابه صور الأرض صفحة 100، إلى ثراء طيب الأكل المغربي وتنوعه بما تنوعت به جغرافيته وثقافته.
وسيعرف التأثير والتأثر الحضاري المتبادل بين العدوتين المغربية والأندلسية ذروة سنامه بعد توحيد المغرب بالجزيرة الايبيرية.
إن من أسرار تميز الطبخ المغربي عدة أسباب، غير تلك المتعلقة بتلاقحه الحضاري، فقد ذكرت توقالت باولا وولفرت، وهي كاتبة أمريكية متخصصة في المطبخ المتوسطي، بعد فوزها، سنة 2012، بجائزة جيمس بيرد العالمية لأفضل كتاب عن الطبخ، يحمل عنوان "طعام المغرب"، أن هناك أربعة عناصر، ثابتة، لتشكيل أي شعب بمطبخ عظيم، أولها غنى الدولة، ثانيا تنوعها الثقافي وَالتاريخي، ثالثا الطقوس الملكية التي تساهم، بدورها، في ترسيخ كل العادات بإيجابية بما فيها الأكل، وأخيرا عنصر الحضارة العظيمة، وذلك وفق ما نقله المنتصر مصطفى في الصفحة رقم 344 من موسعته مظاهر التأثير الحضاري الأندلسي الموريسكي في المجتمع المغربي.