حلقات تكتبها هند الصنعاني
نساء من المغرب: سميرة الزاولي..أول امرأة عربية تترأس فريقا رياضيا لكرة القدم..حلقات تكتبها هند الصنعاني
في مجتمعاتنا العربية غالبا ما يُرفض وجود الجنس الناعم في مركز قرار خصوصا فيما يتعلق بنادٍ كروي، فالصورة النمطية الملازمة للأذهان، أنها رياضة للرجال فقط، ربما لصلابتها أو ربما لأنها تحتاج إلى الاقتراب أو المس ببعض الأعراف والتقاليد التي تحجم دور النساء.
ابن الوز عوام.. مثل صحيح ينطبق على سميرة الزاولي، فهي ابنة المرحوم العربي الزاولي، مؤسس مدرسة الاتحاد البيضاوي والذي تم تسمية ملعب من أكبر الملاعب بالدار البيضاء باسمه تكريما لعطاءاته في مجال كرة القدم.
سجل التاريخ اسم سميرة الزاولي بأحرف من ذهب، فلا يمكن الحديث عن الرياضة النسوية في المغرب والعالم العربي دون استحضار سيرتها وتسليط الضوء على إنجازاتها وتحدياتها للنهوض بأوضاع المرأة المغربية في مجال الرياضة، فهي أول امرأة مغربية وعربية وافريقية تترأس فريقا رياضيا لكرة القدم.
عملت سميرة الزاولي في بداياتها في قطاع التعليم والذي فقدته وبدون سابق إنذار، فقد فوجئت بقرار الفصل بسبب التزامها بواجبها الرياضي، شغفها للرياضة وعشقها لكرة القدم كان أكبر من التمسك بالوظيفة.
ولجت سميرة ميدان التسيير سنة 1992 كعضو في المكتب المسير للاتحاد البيضاوي، وفي سنة 1998 ستحضى بالثقة لتصبح رئيسة للمكتب المسير للفريق النسوي بل وستزاوج بعد ذلك بين هذا المنصب ومنصب رئيس الفريق للرجال سنة 2003.
استطاعت سميرة أن تكون علامة بارزة ومشرقة في المشهد الرياضي المغربي، إذ كانت من الأوائل الذين نادوا بوجود بطولة وطنية لكرة القدم النسوية.
التحقت سميرة بلجنة كرة القدم، وانضمت أيضا للجنة المرأة والرياضة باللجنة الوطنية الأولمبية.
تركت سميرة الزاولي سيرة عطرة وإرثا عظيما في الإخلاص والعطاء ورحلت سنة 2015 بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 54 سنة.