عماد فرغلي يكتب: صفعة بصفعة.. وتتوالى الصفعات
يبدو أننا سنشاهد مزيدا من صفعات الوجه خلال الفترة القادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية بعد أن تكرر هذا المشهد أكثر من مرة في الأيام والأسابيع الماضية بين بعض المشاهير وبعض العامة ، والأمر الذي كان بالأمس يعد شاذا ونادرا بات اليوم طبيعيا ومألوفاً .
بدأت القصة من ملاعب كرة القدم حين وجه الكابتن حسين الشحات صفعة على وجه زميله بالفريق الآخر الكابتن محمد الشيبي بعد أن استشعر استفزازه المستمر له طوال المباراة ، وكان من المفترض أن تنتهي القصة في مهدها واعتبارها نرفزة ملعب لو فرض الاتحاد المعني باللعبة العقوبة المناسبة على اللاعب المعتدي فور انتهاء المباراة لكن هذا الاتحاد تباطئ في اتخاذ القرار كعادته وكأن لديه أسس ومعايير أخرى تخالف كل قوانين اللعبة في العالم فانتقلت الواقعة من الملعب إلى ساحات القضاء .
ولم يمض من الزمن إلا القليل وتكرر الأمر مع النجم المحبوب عمرو دياب وأحد معجبيه الذي سعى لالتقاط صور سيلفي معه أثناء انهماكه بالغناء وحين لم يجد تجاوب منه جذبه من الخلف ليلفت نظره "كما يقول" فشعر النجم بالضيق والاستفزاز ولم يتحكم بأعصابه فصفعه على وجهه وواصل غنائه بينما انسحب المعجب دون ابداء أي ردة فعل على الصفعة وربما يعود ذلك إلى أن الأمر كان سريعاً ومفاجئاً للمعجب ولم يكن مهيئا له أو لشعوره بالرهبة أو بالخطأ ، إلا أن المعجب تعرض لسيل من الانتقادات لموقفه هذا والبعض وصفه بالمتخاذل .
وبعد واقعة الهضبة والمعجب تساءل الناس كيف سيكون موقفنا لو تعرضنا لمثل هذا الموقف ويبدو أن إجابة معظمهم كانت الأخذ بمبدأ "صفعة بصفعة " حتى لا يتصفون بالضعف أو الجبن أو التخاذل ، وهذا ما أظهرته الحالات المشابهة التي وقعت لاحقا .
فقد بثت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام مقطع فيديو يظهر فيه الفنان محمد رمضان وهو يصفع أحد المعجبين من الشباب على وجهه في منتجع بالساحل الشمالي ولكننا فوجئنا بالشاب وهو يرد له الصفعة بصفعة ومن الواضح أنه كان متأهبا للموقف ومستعدا له ، فقد استفز الفنان بوصف معيب وتوقع صفعته ولم يتوانى في ردها .
الصفعة الأخيرة كانت نهايتها مؤسفة وراح ضحيتها ممثلا معروفا وهو الفنان تامر ضيائي الذي فارق الحياة بعد "مشاجرة" بينه وبين أحد أفراد الأمن في إحدى مستشفيات الأورام بالتجمع أثناء مرافقته لزوجته لتلقي العلاج الكيميائي في المستشفى ، وكما أوضح البيان الصادر عن المستشفى فقد حاول الفنان دخول عيادات الكشف دون انتظار الدور المقرر لزوجته فقام فرد الأمن بمنعه تنفيذا للتعليمات ويبدو أن الفنان الراحل كان في حالة نفسية سيئة بسبب مرض زوجته فتشاجر معه وكما قيل في أول الأمر انه صفع رجل الأمن فرد اليه الصفعة بمثلها ولكن لم تثبت تحريات النيابة ذلك ، وفي كل الأحوال فقد الفنان حياته في لحظة بسبب احساسه بالضعف أو قلة الحيلة أمام مرض زوجته ، رحم الله الفنان تامر ضيائي وصبر زوجته وخفف آلام مرضها وآلام فراق زوجها .
نخشى أن يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى ، ولذلك نقول لكل رياضي أو فنان أو أي شخصية عامة أن للشهرة ضريبة ، فعليك أن تتحملها ، كن ذكيا وبسيطا وتلقائيا في تعاملك مع الجمهور فمنه من يحبك ومن يكرهك ، ستقابل من يمدحك ومن يذمك ، تمتع بسعة الصدر وحسن التصرف ، لا تتجاوز ولا تتهور عند استفزازك ، ولا تبالغ في ردة فعلك .
ولا صفعات بعد اليوم احتراما لإنسانيتنا .
