مفتي الجمهورية و”الغيطي“ في ورشة مكافحة الفكر المتطرف على السوشيال ميديا
أقام مجلس الشباب المصري ورشة عمل مع شباب المحافظات في مكتبة مصر العامة لمناقشة طرق مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب على منصات التواصل ووسائل الإعلام الرقمية.
وقال فضيلة المفتي د. شوقي علام إن دار الإفتاء تعني بهذا الموضوع وتضعه في أولويات جهدها ونريد أن نشارك الشباب وتحاول معهم حول سبل التوصل لفكر إسلامي وسطي وقد أنشانا موقع عالمي يتواصل عليه 14 مليون شخص من أنحاء العالم وهو الأول من نوعه وأيضًا نحن بصدد تشكيل فرق عمل من العلماء تستعين بذوي الخبرة في مجالات السوشيال ميديا والإعلام الديجيتال والرقمي لنبذ فكر التطرف والتمييز وكذلك سوف نستعين بخيرات في القانون الدولي لمواجهة المنصات التي تشوه الإسلام وتطرح عنه أفكار مغلوطة، وقريبًا سنعقد في دار الإفتاء مؤتمرًا نعلن فيه خطة عمل كبيرة في هذا المجال ونستفيد مما يطرح هنا من الخبراء والمختصين.
وقال الإعلامي محمد الغيطي الذي مثل المحور الإعلامي في المؤتمر إن الموضوع جد خطير لأن الشباب انصرفوا عن الإعلام التقليدي للفضاء الالكتروني وتوجد حالة استقطاب رهيبة تغرس فيهم فكر الانعزال عن المجتمع مع انعدام الثقافة والوعي مما يجعل عقولهم فريسة لفكر التمييز والاغتراب مع وجود ظاهرة الجهل الشجاع والوعي المزيف وألاحظ أن البحث عن الشهرة والمال عبر السوشيال ميديا خلق انفصامًا حادًا في المجتمع وصرنا نرى من تخلع ملابسها وتتعرى على التك توك لجمع دولارات وكذلك ممارسات الأسرة المصرية جعلت من وسائل التواصل وسيلة هدم ودعوة للانعزالية والفردانية.
ونبه "الغيطي" لظاهرة خطيرة هي غرف الدردشة السرية وما يطرح فيها من أفكار سوداوية تتكلم عن فساد الحكومات والمجتمعات والدعوة للإلحاد والمثلية الجنسية تحت دعوى التحرر، مضيفًا: "وحتى نضع خطة عمل لابد من عدة أشياء، أولًا تنظيف حديقة الدين من الداخل وإعادة النظر في مناهج الدين في الأزهر وبعضها لا يزال يحمل فكر ابن حنبل وسيد قطب في كراهية الآخر والبعد عن الوسطية، ثانيًا التعليم بشكل عام لا يعني إنسانًا سويًا ولا يعتمد على التفكير المتعدد أو الحر، ثالثًا النزول للقرى ومحو أمية الشباب والاهتمام بالثقافة والفنون لأنها تمثل جهاز مناعي ضد التطرف والتكفير والاستقطاب.
واختتم "الغيطي" كلمته: "الإسلام رسالة حب وتسامح وعمل وليس شكل وجلباب ولحية وهو ما يجب أن يوصله رجال الدين للمجتمع والعالم.
قدم المؤتمر ورشة العمل د.محمد ممدوح رئيس مجلس الأمناء، وريهام الشافعي، منسق الورشة، وشارك الفنان والمفكر والمنتج الكبير حسين نوح وركز على دور الإعلام الواعي وانتقد الخطاب الإعلامي الحالي ومعالجاته الضعيفة، وشرح كيف أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت لوسائل تباعد بغير الهدف الذي اخترعت من أجله وشرح دور الإعلام الموازي والمنصات التي قضت على الإعلام التقليدي، وإذا لم ينتبه القائمون على الإعلام والثقافة لخطورة ما يحدث من تأثير السوشيال ميديا سيناريو المجتمع وتحدث عن دور المثقف الغائب عن المشهد والفنون الاستهلاكية التي تساهم في انهيار الزوق بسبب غياب فلسفة ورؤية الإنتاج الفني عمومًا.
وتحدث اللواء طارق المهدي عن أهمية القوى الناعمة في الوعي، وتحدث د. محمد حمزة عن البعد القانوني في جرائم الإنترنت، وتحدث القس رفعت فكري عن المواطنة وفكر الكراهية المنتشر على المنصات وأكد على ضرورة نشر رسالة الحب والسلام بين أبناء الوطن الواحد وحرية العقيدة واحترام الاختلاف والتركيز على الإنسان.