هند الصنعاني تكتب.. بعد فوات الأوان
الحياة خيارات متعددة فهناك قرارات اتخذناها وندمنا عليها وقرارات ندمنا عليها لأننا لم نتخذها، وفي الحالتين قد تسيطر علينا هذه العاطفة السلبية لسنوات طويلة ربما لآخر العمر ويصبح الغرق في هذا الأسف أشد ألما من محاولة النجاة.
السؤال الذي قد نسأله يوما ما وقد يكون بعد فوات الأوان ماذا لو اتخذنا ذاك الطريق بدلا من الطريق الذي سلكناه؟...
أغلبنا نحن البشر جربنا شعور الأسف والندم في لحظة ما من حياتنا لكن اللحظات الأصعب عندما يكون الشخص فاقد الأمل في الحياة وهو على سرير الموت وهذا ما جعل الممرضة الأسترالية "بروني وير" تقوم بتأليف كتاب بعنوان "أكبر خمس أشياء يندم عليها الناس في نهاية حياتهم"، كانت "بروني" تعمل في إحدى دور الرعاية وكانت توجه دائما نفس السؤال لكل المرضى وهم على أبواب الموت عن أكثر شيء سبب لهم الشعور بالندم في حياتهم، والكتاب عبارة عن رسائل وتوصيات للشباب وهم في مقتبل العمر لتفادي الأخطاء التي ندم عليها معظم الناس.
-من أعظم أسباب الشعور بالندم، التنازل عن الأحلام التي كانت تراودنا في شبابنا والامتثال لحياة فرضت علينا ونصبح فاقدين شجاعة الاختيار ومضطرين لتقبل حياة رسمها الآخرون لنا وعند فوات الأوان سندرك أن نحن فقط المسؤولين عن عدم تحقيقها لأننا تنازلنا عن أحلامنا وحياتنا بإرادتنا.
-الندم بسبب عدم الاستمتاع بالعائلة ومرافقة الآباء والأبناء بسبب الانشغال بالمال والأعمال أيضا من العواطف السلبية التي تصيب الرجال أكثر من النساء، حيث يدركون في اواخر العمر أن المال لا يعوض الشعور بالحب ولا يجلب السعادة لكل الأطراف.
-الندم عن عدم التعبير عن المشاعر وفي الوقت المناسب وفقدان البوصلة التي تؤدي نحو الحب والسعادة بل وندرك في أواخر العمر أن العواطف هي الأغلى والأهم فلا شيء يعادل لحظة اعتراف بحب صادق سواء من أفراد العائلة أو من حبيب أو صديق.
-الندم على خسارة الأصدقاء تنازلنا عنهم خلال مشوار الحياة مهما كانت الأسباب، والشعور الأشد هو الندم على عدم التمسك بالأشخاص الذين حاربوا من أجلنا في وقت من الأوقات.
-الندم على قضاء العمر في البحث عن السعادة دون العثور عليها والحسرة التي تصيب كل واحد دخل في صراعات وهمية والتمسك بطموح زائد بسبب عدم الرضا بالمتاح ونكتشف بعد فوات الأوان أن السعادة كانت تحلق فوق رؤوسنا لكن بريق الحياة أصابنا بالعمى.