د. حياة عبدون تكتب.. ممحاة الحياة!
يحكي قديما ان " حكيما " قد زار ابنه " العريس " و طلب منه ان يحضر ورقة و قلم وممحاة
" استيكة " .. فقال الاب لابنه : اكتب . فقال الشاب : ماذا أكتب ؟ . فقال الاب : اكتب ما شئت ..!! كتب الشاب جملة ، فقال له ابوه : امح ما كتبت ..فمحاها الشاب !! فقال الاب مرة اخري : اكتب ...فكتب الشاب جملة جديدة ..فقال له الاب : امح .. فمحاها . فقال له الاب للمرة الثالثة : اكتب .. فقال الشاب : اني اسالك بالله ان تقول لي يا ابي لم هذا ؟ . فقال اله الوالد " هل لا زالت الورقة البيضاء ؟. فقال له الشاب : نعم . ولكن ما الامر؟. قال له الاب الحكيم : هكذا هو الزواج يا بني يحتاج دائما الي ممحاة ..!!.
صدقت يا حكيم ... اذا لم تحمل في زواجك " ممحاة " تمحو بها بعض المواقف التي لا تعجبك في زوجتك ..و اذا لم تحمل زوجتك معها ممحاة تمحو بها بعض المواقف التي لا تعجبها منك . فان صفحة الزواج ستمتليء سوادا في عدة أيام . فلابد ان تسود المودة و الرحمة بينكما و ان يتقي كلن منكما الله في الاخر .
فممحاة الحياة الزوجية لابد ان تمحو كل ما يعكر جو "الحب الغبي " فقد يحب الكثير منكم بعضهم البعض بغباء فيفقدوا الشريك .. فعليكم ان تعيشوا " بالحب الذكي " الذي يسوده الصفاء ، الاحترام ، الود ، السكينة ، الرحمة ، العطاء بلا حدود ، العطاء بلا شروط ، التسامح ، الضحكة ، الرضا ، الاقتناع بالاخر ، اختيار الموضوع والتوقيت المناسب والطريقة المناسبة واللغة وطبقة الصوت المناسبة في الحوار.
والاهم ان نعيش " الحياة " نفسها بممحاة نمحو بها كثير من المواقف .. كثير من العثرات .. كثير من الناس ..حتي نبدا صفحة جديدة معهم ...
"ممحاة الحياة " أو" استيكة الحياة " كلنا بحاجة لنا .. لنمحو بها لحظات القلق علي الحاضر وعلي المستقبل ، لحظات الخوف من غدر الزمان .. لحظات اليأس التي تصيبنا احيانا ... .
" ممحاة الحياة " نمحو بها وجوه الفاسدين ، الظالمين ، المنافقين ، الحاقدين الذين التقينا بهم حتي وان كانوا علمونا " فن قراءة البشر".
"ممحاة الحياة " نمحو بها لحظات الاساءة من الاقارب و من الاصدقاء... ان تجاهلنا الاساءة ليس عن ضعف منا ولكن حتي لا ننحدر الي مستوي اخلاقهم " اذا قابلنا الاساءة بالاساءة فمتي ستنتهي الاساءة " غاندي.
"ممحاة الحياة " نمحو بها لحظات حوار و جدل مع حاقد أو غبي أو أحمق ، لانها لم تجلب لنا الا المشاكل و القيل و القال ..
" ممحاة الحياة " نمحو بها فقدان و رحيل ناس كانوا لنا " رفقاء الدرب ".. " تؤام الروح " و لكنهم رحلوا عنا بارادتهم أو بالموت .. فنمحو بها الدموع علي هؤلاء الغاليين .
" ممحاة الحياة " نمحو بها من ظننا انهم يحسنون قراءتنا جيدا ، يفهموننا ، و كنا لهم كتابا مفتوحا فمحوا كل كلمات و معاني الكتاب ..
والان .. الا تتفق معي اننا بحاجة جميعا الي هذه " الممحاة " لنستطيع ان نحيا بسلام مع النفس و مع الاخرين ؟.