عماد فرغلي يكتب.. المنظومة الرياضية.. الداء والدواء
يتحدث بعض المسئولين عن الرياضة في مصر عن الإنجازات التي تحققت تحت قيادتهم وكأنهم يتحدثون عن بلد آخر ويخاطبون جمهوراً آخر مغيباً أو تائها أو غارقا في نومه غير الجمهور المصري المتيم بالرياضة والعاشق لها والمتابع لكل فعالياتها داخلياً وخارجياً.
باستثناء ستاد مصر التحفة المعمارية العظيمة والقرية الأولمبية العالمية الذي أمر الرئيس السيسى بإنشائهما بالعاصمة الإدارية الجديدة، فإن حصاد الرياضة المصرية صفرا كبيرا ومن حوله كحكة حمراء وعلامات تعجب واستفهام واستدعاء لولي الأمر.
لم يقم معظم السادة المشرفين على القطاعات الرياضية داخل الوطن بواجباتهم الوظيفية فلم نر منجزا رياضيا في أي لعبة فردية أو جماعية ولم نلحظ تقدما إداريا أو تنظيمياً في أي اتحاد ولم نلمس تطويرا للمنشآت ولا تحديثاً للوائح ولا انضباطا للمسابقات ولا انصافا في تحكيم ولا حيادا في إعلام ولا تخطيطا لمستقبل ولا أملا في إصلاح.
فمن أين يأتي الأمل والعقول التي تدير من ذوي القدرات المحدودة التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تواكب المستجدات أو تتعاطى مع التقنيات أو تواجه التحديات ، ومن سوء تدبيرهم هجر الجمهور المصري المدرجات وأحجم عن متابعة فرقه المحلية وبات لكل مشجع فريقا آخر يشجعه خارج الحدود ، فلننظر حولنا وسنلاحظ بلا عناء كيف أصبح الانحدار بمنظومتنا الرياضية رهيبا مقارنة بمن كانوا يتخذوننا قدوة.
نحن أمام حالة مرضية مستعصية لم تعد المسكنات تشفيها ولا المنشطات تنعشها ولا الأمنيات تحييها ، حالة لن تجدي معها نفعا الجلسات الكهربائية أو العلاج الكيماوي ولا الإشعاعى أو الذري، رياضتنا لا سبيل لإحيائها إلا بتغيير الأوردة والشرايين والصمامات التي أصابها الانسداد وزراعة الاعضاء التي تلفت من متبرعين شباب حديثوا الوفاة.
لا تنقصنا المواهب ولا تعيقنا الامكانيات ولا نحن بحديثي عهد في المجالات الرياضية كافة فقد كنا من الرواد في ممارستها ومن الأوائل في تنظيمها ومن الكبار في حصد جوائزها، لا حُجة لنا بل الحُجة علينا.
أبناؤنا الذين نبغوا في مجالات الحواسب والذكاء الاصطناعي والعلوم التكنولوجية والتخطيط الإداري وتحليل البيانات والتسويق الرياضي والترويج الإعلامي والأتمتة والحوكمة الذين جابوا الأرض بحثاً عن العلم والمعرفة والمحاكاة لقادرون على النهوض بالرياضة المصرية إلى آفاق أرحب ، فأعهدوا اليهم بهذه المهمة ، ودعكم من حفظة القوانين أهل الفصاحة والبلاغة ونجوم الفضائيات ، فالفهم أهم وأجدى من الحفظ.