د. حياة عبدون تكتب.. يا عم.. كبر مخك!
«ياعم... كبر مخك». «يا راجل شيل من دماغك» كلمات طالما سمعناها فى مواقف كتيرة ولها أكثر من معنى في حياتنا !!! فأحياناً «كبر دماغك وفتح مخك معايا» تكون بمعنى فتح الدرج لقبول رشوة أو لتسهيل فساد !!!! وأحياناً.. «كبر دماغك».. المقصود بها «فن التجاهل» الذى علينا أن نجيده باحتراف هذه الأيام حتى نسعد ونعود أنفسنا عليه... فليس كل ما يقال دائماً يستحق الرد عليه.. بل علينا ان نتجاهل ما يصدر من الآخرين ليس عن ضعف أو غباء منا بل من أجل بقاء الود معهم و حفاظاً منا على العشرة..
تعلم بإتقان «فن تجاهل» الأفكار السلبية، اليأس، الخوف......
ودائماً استخدم «أنا أستطيع».. «أنا قادر على»... واصنع لنفسك بنفسك صورة إيجابية عن نفسك... و«اصنع حظك» بنفسك واستخدم كل إمكاناتك لتحقيق حلمك ولا تتكل إلا على الله ثم على نفسك...
تذكر دائماً أن الشتاء هو بداية الصيف ، وأن الأمل والثقة هما أساس النجاح... تجاهل كل الناس السلبيين فى حياتك ولا تحيط نفسك إلا بمن يحدثونك عن الأمل.
تعلم «فن التجاهل» لأنه يتطلب منك مهارة وقدرة وابداعاً قد لا يتقنها إلا «محترفو السعادة» فقط .
تجاهل كل الأمور التى تضايقك فى حياتك وتسبب لك النكد هذه الأيام لان الاوضاع الاقتصادية التي نواجهها الان و نعيشها تكفينا فلا تزيد اكتئابك بمعاشرة اي انسان حقود .غيور ..حاسد ..احمق ..غبي ....
و لكى تنجح فى حياتك فإنك تحتاج إلى أمرين ؛ التجاهل والثقة كما قال «مارك توين " ...
عليك ان تتعلم قواعد هذا الفن " فلا تبالغ فى التجاهل كما لا تبالغ فى المجاملة حتى لا تسقط فى بئر النفاق... ولا تبالغ فى الصراحة حتى لا تسقط فى وحل الوقاحة».. صدقت يا شارلي شابلن ...
لكن... عليك ان لا تستخدم «التجاهل» و«كبر مخك» فى مواجهة مشاكلك لان تجاهل حل مشاكلك والهروب من ايجاد حلها لن يزيدها إلا تعقيداً..
حاول كثيراً علي حلها... وركز على إيجاد حلول كثيرة ... لا تكن ممن يركزون فى المشكلة ولا يركزون على طرق حلها «لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش فى رأسك» صدقت يا مونتيتن.
تذكر دائماً أن كل مشكلة لها حل إلا المرض و الموت، وأن الله يعطيك مع المشكلة القدرة على حلها لكن عليك أن تهدأ وتفكر حتى تجد الحل «ليس الأمر أنى عبقرى، كل ما هنالك أنى أجاهد مع المشاكل فترة أطول» أينشتاين.
العباقرة فقط هم من يسعون لمنع المشكلة قبل أن تبدأ « حل المشكلة فى انه لا يكون هناك مشكلة من الأساس »..
استخدم «كبر دماغك» مع الحاقد، الغبى، الاحمق ومع من يستفزك .. لأن القليل من التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعى.. والصمت يلبسك ثوب الوقار.. والصوت الهادئ أقوى من الصراخ والأدب يهزم الوقاحة..
و الآن.. عليك أن تسأل نفسك.. هل أنا « بكبر دماغى» فى المواقف التى يتطلب فيها «تكبير المخ » للبعد عن النكد ؟.. أم أنا ممن يكبرون دماغهم ويفتحون درج المكتب للرشاوى ؟..
الإجابة عندك انت وحدك !!