ظهور الأديب الكبير صنع الله إبراهيم في قبة الغوري بعد سنوات من الغياب | صور
حل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، ضيفًا على ملتقى القاهرة الأدبي، في دورته السادسة المنعقدة بقبة الغوري، في يومها الثالث.
ويأتي ظهور الأديب الكبير صنع الله إبراهيم بعد سنوات طويلة من الغياب عن الساحة الثقافية، وظهر متكئا على عكاز ويستند على مجموعة أشخاص في المسافة من مدخل قبة الغوري إلى داخل القبة.
صنع الله إبراهيم يتعرض لوعكة صحية
يذكر أنه في العام الماضي، مر الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بوعكة صحية، بعدما تعرض لكسر في مفصل الحوض إثر سقوطه بمنزله، وأجرى جراحة صعبة، وهو واحد من أهم كتاب الستينيات والسبعينيات الذين صوروا الواقع المصري بعد ثورة 1952، والتحولات التي جرت بينها.
وفي السطور التالية نلقي الضوء على أبرز روايات صنع الله إبراهيم، وهي: تلك الرائحة ونجمة أغسطس واللجنة، وكيف ألفها، كما يتحدث هو نفسه في مقال له بمجلة فصول عام 1991؛ حيث يستهل الشهادة التي قدمها عن نفسه بحديثه عن تفتح وعيه على غليان الخمسينيات وثورة 1952، وأثرها على الأدب وخصوصا القصة والرواية.
من هو صنع الله إبراهيم؟
ويقول صنع الله إبراهيم: في هذا الجو جاءت أولى خطواتي في الكتابة بقصص قصيرة تعكس تأثرات مختلفة، واهتماما غير عادي بالشكل والتجريب، وبدأت رواية لم ألبث أن هجرتها عندما تبينت تأثرها الواضح بفرجينيا وولف، ثم بدأت رواية واقعية بأسلوب غنائي، على النسق السائد، ربما ببعض التأثر بثلاثية محفوظ، طعمتها بأجواء غامضة تثير الرهبة، وسرعان ما تخليت عنها، وقد عاد يلح عليَّ السؤال الذي يعرفه كل الكتاب، كيف أعبّر عن الواقع، كيف أكتب؟.
ويتابع صنع الله إبراهيم: في لحظة وفي لحظة يأس ولدت روايتي الأولى تلك الرائحة، التي اكتفت بأن ترصد الواقع كما هو دون محاولة للتأويل، أو التفسير، على الأقل من الظاهر، فقد كان ثمة إيحاء ما من خلال عملية الانتقاء للظواهر المرصودة، وانعكس ذلك الاختيار على اللغة، فالجملة فعلية، قصيرة، تخلو من التشبيهات وألوان البلاغة التقليدية، من الترهل والاسترسال المعتادين في السرد العربي، جملة محايدة تقريرية، لا تحيل على شيء، منظومة في تتابع لاهث، لا يتوقف للتحليل والتمحيص والتعقيب، ترصد كل شيء، فظواهر الواقع كلها تتساوى في القيمة: ترصد وحسب، دون أن تحفل بالتقاليد الاجتماعية ولا بالتقاليد الأدبية فلا تتورع عن الركاكة فى التركيب؛ أو التكرار لبعض الأفعال وأدوات الوصل، ولا تحفل بضيق القاموس المستخدم لكنها تسمح بمعارضات غنائية تتعلق بالماضي.